على مدى أيام العيد الثلاثة فقدنا ثلاثة صحفيين يعملون بالأهرام، وكأنه مكتوب علينا أن نشعر كل يوم بوجع جديد أوله كان فقدان الزميل أكرم يوسف بالأهرام الرياضى، والذى كان مثالا للالتزام والجد والمهنية.. صاحب الخبرة الطويلة، والموضوعية فى كتاباته والأخلاق الحسنة، وكفاحه الطويل الذى امتد للعمل فى الإمارات، لكنه لم يترك معها هذا التواصل الدائم، مع أصدقائه وزملائه، وبقى انتماؤه ممتدا لبلده ومؤسسته الأم حتى اختار الله له أن يلقاه وهو هنا فى وطنه وداخل بيته، فى أثناء إجازته ليموت الفارس. وجاء الوجع الثانى بفقدان الزميلة إلهام رحيم مدير تحرير مجلة الشباب التى كانت نموذجاً فريدا يجمع بين الكفاءة المهنية وعدم الاعتداد بالصراع على المناصب.. الموضوعية فى الرأى،والتعامل برفق مع من يختلفون معها..الدفاع عن الحق والقدرة على التواصل مع الأجيال الجديدة والقدرة على استيعابهم بحرفية إنسانية. فكانت إلهام رحيم تمتلك شهامة الرجال، ورقة قلوب الأطفال، وشجاعة أصحاب الحق، والدنيا عندها لاتستحق أكثر من حجمها، وحياتها فى مهنتها وبيتها وأهلها يربطها خيط واحد اسمه العطاء والرحمة. والوجع الثالث كان بفقدان الزميل نبيل سيف، الذى أفنى مسام روحه وعقله فى مهنة البحث عن المتاعب فهو لم يكن صحفياً عادياً بل كان مُحققا تاريخيا، وصائداً للأفكار والانفرادات والجوائز.. كان يسعى لكل ماهو نادر فى عمله، ومقتنياته، وحياته بل وفى إنسانيته أيضا.. كان أشبه بطفل يعشقه الجميع، وأخ يسمع صوته الجميع،وأستاذ يتمنى أن يصل إلى كفاءته الجميع. مات نبيل وماتت إلهام ومات أكرم.. وبقى منهم ولهم حروف سطروها بروحهم وعقلهم، وربما بدمائهم على مدى سنوات فى بلاط مهنة، تكتب تاريخ كل منا بصدق حتى بعد الموت!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى