الصراع الخفي بين التيارات الدينية في مصر يحمل مخاطر كثيرة..اهم هذه المخاطر انه تحول من صراع في الأفكار والرؤي إلي صراع سياسي واصبح هدف كل تيار ليس الدعوة لله ولكن الوصول إلي الحكم.. وإذا كنا الآن في مرحلة تجربة السلطة مع الإخوان المسلمين فلن يكون بعيدا ان نجد قريبا منافسة سياسية حادة بين الإخوان والسلفيين وايهما سيكون الأقوي وقد تشهد الانتخابات البرلمانية القادمة بداية هذا الصراع..هناك معركة أخري تجري الآن تحت السطح وربما ظهرت شواهدها وهي ما يجري في الخفاء بين الصوفية والسلفيين..هناك خلافات جذرية بين الاثنين رغم ان كلاهما يشهد ان لاإله إلا الله وان محمدا نبيه ورسوله ولكن السلفيون يرفضون الأضرحة بينما الصوفية يأنسون إليها خاصة أضرحة أولياء الله الصالحين وآل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.. هناك جوانب خلاف أخري وهي حضرة الصوفية التي تقام في المساجد وتنتشر في ربوع مصر والسلفيون يعتبرونها بدعة في حين ان الصوفية يجدون فيها صفاء للنفس وتقربا إلي الله..وهناك ايضا موالد العارفين واولياء الله الصالحين وهي مناسبات دينية واجتماعية تتطهر فيها النفوس وإن شهدت بعض التجاوزات..هناك صراع يجري لمنع كل هذه الظواهر الدينية حيث يقف السلفيون يتربصون بالطقوس التي يمارسها الصوفية حتي وصل الحال إلي هدم الأضرحة وهنا حدثت مواجهات لجأت إلي العنف..وفي تقديري ان هذه فتنة كبري أرجو ألا تتسع وهنا ينبغي ان يترك السلفيون أحباب آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وعشاق الأضرحة يمارسون طقوسهم فليس فيها إيذاء لأحد, إن تاريخ الصوفية في مصر يمتد مئات السنين واصحاب المذهب السلفي لهم جذورهم ويجب ان يحتفظ كل طرف بثوابته وقناعاته لأننا في النهاية نسعي إلي طريق الله وإن إختلفت الوسائل, انا شخصيا من محبي الصوفية وعشاق آل بيت رسول الله وإذا كانت هناك تجاوزات في الموالد فهي مناسبات طيبة تجمع الناس وتوحد بينهم بعيدا عن مواكب السياسة وصفقات السياسيين..ولا مانع أبدا من ترشيد هذه الموالد أما ان تتحول القضية إلي صراع بين تيارات تحمل راية الإسلام فهذه ظاهرة في غاية الخطورة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة