* د. أحمد الجيوشى : قياس مهارات الطلاب المبنية على التفكير والتحليل هدف التجربة ولا تراجع عنه * خلاصة تجربة 2019 أن هناك قيودا فرضها الكتاب المفتوح على نوعية الأسئلة * الطلاب : الأسئلة كانت صعبة ومعظمها يحتاج إلى خبراء.. والمنظومة لم تمنع الغش * هانى أباظة : تجب مواجهة أعداء المنظومة والجيل القادم سيستخدم النظام الإلكترونى تلقائيا
أوشك عام 2019 التعليمى ان يلملم أوراقه ومازالت مشكلة أولى ثانوى تمثل مصدرا للقلق فبرغم انتهاء الامتحانات وما صاحبها من متاعب فضلا عن أزمة السيستم التى أصابت كل البيوت والمدارس فإن الأمل فى إصلاح الوضع وتطبيق النظام الجديد لا زال قائما ولا بديل عنه .. فكل المؤشرات تقول إن عقارب منظومة التعليم الجديدة لن تعود إلى الوراء ولن يتم إلغاء نظام التابلت رغم كل الثغرات والمتاعب التى شهدتها المرحلة وما صاحبها من صراخ وأعصاب ظلت مشدودة وتساؤلات حائرة حول مصير ومستقبل هؤلاء الطلاب، والأهم مما سبق ماذا سيفعلون فى الصف الثانى الثانوى وهل ستتكرر المشكلات . ( تحقيقات الأهرام ) تقيم التجربة وتستمع إلى آراء الخبراء مقارنة بالمعايير الدولية للامتحانات والتقييم الطلابى . إحدى الدراسات الحديثة تحدثت عن الصعوبات التقنية التى تعترض الامتحانات الإلكترونية بنظام الكتاب المفتوح، لكنها صعوبات يمكن التعامل معها بمرور الوقت فيما رأى باحثون آخرون أن هناك صعوبة فى الجمع بين كون الامتحان بالكتاب المفتوح ومحدد زمن الاجابة فى ذات الوقت، لان ذلك قد يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص كون مهارات الطلاب فى التعامل مع الكتب المصاحبة لهم قد تختلف من طالب لآخر. من جانبه أكد هانى أباظة - عضو لجنة التعليم بمجلس النواب - أن خلاصة تجربة 2019 فى امتحان أولى ثانوى أن هذا النظام الجديد تجريبى لا يحكم عليه طلاب أولى ثانوى ويجب ألا يشعروا بالقلق من تطبيقه، لأن كل طالب معه تابلت وفى نفس الوقت تسلم نسخة امتحان ورقى فإذا توقف التابلت لأى سبب فنى يتم الاعتماد على النسخة الورقية من الامتحان . وشدد على أهمية التحول إلى النظام الرقمى الالكترونى فى التعليم لأن الجيل القادم سيستخدمه بشكل تلقائي، لكن نحتاج إلى الصبر على القائمين عليه لكى يظهر فى أفضل صورة وتساءل أباظة - هل نحن أعداء التقدم والتطور لمنظومة التعليم ؟ لماذا نشن حربا ضروسا على منظومة التعليم الجديدة وهى ما زالت فى مهدها ؟ ومن المستفيد من وراء بث الشائعات ونشر الأفكار المغلوطة حول منظومة التعليم الجديدة ؟ لذلك تجب مواجهة أعداء المنظومة والتصدى للشائعات التى يطلقها المغرضون . وقبل هذا وذاك علينا أن نقف عند نتائج عام 2019 ما هى المشكلات التى واجهت المدارس والمعلمين والبنية التكنولوجية فمثلا لدينا مدارس مازالت تحتاج إلى تطوير البنية التكنولوجية وهذا لا يمنع أن الوزارة قطعت شوطا كبيرا فى مسألة تطبيق هذا النظام وعندما تعرض السيستم لمشكلات فنية تعاملت الوزارة معها بشكل واضح لمصلحة الطلاب بدليل أن الامتحان الأخير لم يشهد نفس المشكلات التى واكبت الامتحان الأول . وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم أعلنت أن 1700 مدرسة ثانوية حكومية على مستوى الجمهورية مجهزة بالبنية التكنولوجية تجرى بها الامتحانات إلكترونيا ، فيما تجرى الامتحانات ورقيا بنحو 500 مدرسة غير مكتملة البنية التكنولوجية بالإضافة إلى طلاب المنازل والخدمات والسجون والمستشفيات الذين يؤدون الامتحان ورقيا . وناشد - عضو لجنة التعليم بمجلس النواب - أولياء الأمور الهدوء وعدم التوتر لأن أولى ثانوى ليس بها تقييم والتشغيل التجريبى لنظام التعليم الجديد لا يقلل من أهميته على مستقبل الطلاب لكن نحتاج إلى ثورة على القلق الذى يسيطر على عدد كبير من أولياء الأمور والانتظار حتى تكتمل المنظومة بشكل كامل . ويعلق د. أحمد الجيوشى أستاذ الهندسة الميكانيكية - جامعة حلوان ونائب وزير التربية والتعليم السابق قائلا : إن هناك معايير دولية للامتحان تجب مراعاتها للطلاب ، متسائلا : هل المعايير التربوية المتعارف عليها فى العالم متوفرة لتقييم الطلاب أم لا ؟ وأشار د. الجيوشى إلى أن العملية الامتحانية والتقويم الطلابى من أهم مكونات نظم التعليم وبناء المناهج الدراسية حول العالم، والهدف من أى برنامج دراسى أو تعليمى هو اكتساب الطلاب حزمة من المعارف والمهارات السلوكية والوجدانية، وهو ما يستوجب التأكد من اكتساب الطلاب مخرجات التعلم بنهاية برنامجهم التعليمى أو الدراسى من عدمه، وهو ما يعرف بعملية التقويم الطلابي، وهى عملية يجب ان تتوفر لها كل معايير العدالة وتكافؤ الفرص كونها ترسم صورة للمجتمع عن كل خريج ومن ثم تؤثر على فرص التوظيف والحصول على فرص العمل بكل ما يكتنفها من منافسات شرسة . د. الجيوشى كشف عن أن التوجه العالمى للجهات والمؤسسات التعليمية والتربوية حول العالم استقر على عدد من المعايير العالمية للتقييم الطلابى فوفقا لمستند من كمبريدج كانت خلاصته أن التقييم الطلابى لابد أن تتوفر له وأن يحقق عددا من الخصائص ليكون متوافقا مع المعايير العالمية للتعليم هى : الصلاحية أى أن الامتحان يقيس ما هو مطلوب قياسه وفق المنهج المحدد، وألا يحتاج الطالب لمعلومات لم يدرسها فى المنهج الذى يمتحن فيه فمثلا إذا كان الامتحان متعلقا بمادة الرياضيات فلا يجوز أن تختبر معلومات أو مهارات الطالب الموسيقية أو الجغرافية أو التاريخية والعكس صحيح . ويوضح - نائب وزير التربية والتعليم السابق صلاحية الامتحان قائلا : إن النتائج التى يعكسها وما يترتب عليها كالتحاق الطلاب بالجامعات من عدمه وفق درجاتهم وكفاءتهم التحصيلية تكون صحيحة على أرض الواقع وهو ما يقاس بتتبع مدى نجاح هؤلاء الطلاب من عدمه فى دراستهم الجامعية بعد التحاقهم بها وفق درجاتهم العالية. ويضيف د. الجيوشى أن أهم المعايير الدولية للامتحان تتمثل فيما يعرف بالموثوقية فى الامتحان الذى يعطى ذات النتائج للطلاب إذا ما تم تصحيحه من خلال مصححين مختلفين، أو أن الطالب يحصل على ذات النتيجة إذا ما دخل نسخة متكافئة أخرى من ذات الامتحان، وهنا تجب الإشارة إلى الصراع بين معيارى الصلاحية والموثوقية فى مواصفات التقييم الطلابي، فقد تحقق الامتحانات المبنية على الاختيار من متعدد درجة عالية من الموثوقية لكنها قد لا تحقق درجة عالية من الصلاحية لأنها لا تقيم قدرة الطالب على تقديم البراهين فى الإجابات أو أنها لا تعكس قدرة الطالب على التعبير . وقد تتمتع أسئلة المقال فى الامتحانات بدرجة عالية من الصلاحية من ناحية المواصفات، لكنها قد لا تتوفر لها ذات الدرجة من الموثوقية حيث تعتمد على حكم المصحح على الإجابة، والتى قد تختلف من مصحح لآخر. فى تقديرى والكلام للجيوشى أن العدالة والإنصاف يضمنان تكافؤ الفرص لكل الممتحنين بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة السمعية أو البصرية ويحدد د. الجيوشى أنواع العمليات التقويمية للطلاب بالنسبة للامتحانات مشيرا إلى نوعين الأول : الامتحان الذى يدخله الطالب بدون أى كتب أو مواد دراسية وهو امتحان محدد الزمن والمدة والمكان ، الثانى : الامتحان الذى يسمح فيه للطالب بالاستعانة بالكتب والمواد الدراسية أثناء تأدية الامتحان ويكون محدد الزمن والمدة والمكان أو لا يكون، وقد يكون كلا الامتحانين ورقيا أو إلكترونيا وبغض النظر عن كون الامتحان بالكتب أو بدونها أو ورقيا أو الكترونيا يجب الالتزام بالمعايير الدولية . أما أهم مزايا نظام الامتحان الذى يسمح للطالب بحمل كتبه معه هو أن الاختبار يقيس المهارات المبنية على التفكير والتحليل أكثر بكثير مما يقيس المعارف المبنية على القدرة على الحفظ والاسترجاع ، أما عيوب نظام امتحان الكتاب المفتوح فهى أن الطالب قد ينشغل بما حمله من كتب والبحث فيها عن زمن الامتحان المحدد للإجابة، كما أن دخول الطالب بالكتب للامتحان قد يولد لديه انطباعا بسهولة العملية التعليمية وبالتالى يفقد حماسه للمذاكرة والتحصيل، فضلا عن أن الطالب قد يجد صعوبة كبيرة وتشتتا فى تحديد أى الكتب والمواد الدراسية التى عليه أن يحملها معه للامتحان، وقد لا تكون كل الكتب وكل المواد متوفرة لكل الطلاب بذات الدرجة، كما أن الطلاب يحتاجون للتدريب طويلا على كيفية إدارة هذا النوع من الامتحانات، فضلا عن القيود التى يفرضها الامتحان المفتوح على نوعية الأسئلة. أما من ناحية الطلاب فقد أكد عدد كبير من طلاب وطالبات أولى ثانوى أن مستوى الامتحان يشبه السهل الممتنع رغم أن الأسئلة من الكتاب المدرسى بينما أكد آخرون أدوا الامتحان ورقيا صعوبته مقارنة بالامتحان الإلكترونى على التابلت . ورغم تأكيد وزارة التربية والتعليم أن جميع الامتحانات على اختلاف نماذجها مطابقة لمواصفات الورقة الامتحانية إلا أن الطلاب أكدوا أن هناك تفاوتا فى مستوى الامتحان بين النماذج المختلفة. شكاوى الطلاب يارا محمد - طالبة بمدرسة بالسيدة زينب أكدت أن هناك نموذجين للامتحان الإلكترونى فى لجنتها أحدهما سهل للغاية وتمكن الطلاب من الإجابة على الكثير من أسئلته من الكتاب المدرسى والآخر صعب جدا ويحتاج إلى خبير فى الفيزياء . أما الطالب عبد الرحمن أحمد فيرى أن تفاوت مستوى صعوبة الامتحانات يلغى فكرة تكافؤ الفرص بين الطلاب لذلك كان يجب إما توحيد الامتحان أو وضعها فى مستوى واحد . وتفجر ريهام السيد طالبة بإحدى المدارس بالهرم مفاجأة من العيار الثقيل عن حيلة الطلاب للتغلب على تعدد النماذج لمنع الغش قائلة : بعض طلاب المدارس لديهم كود متطابق وبالتالى يسهل عليهم الغش جماعيا بالجلوس بجوار بعضهم . ووصفت سناء على - بالصف الأول الثانوى الامتحانات بشكل عام بأن كل نموذج امتحان به سؤال يحتاج طالبا متفوقا للغاية للإجابة عليه. كما تكررت شكاوى أولياء الأمور من صعوبة استخدام القلم فى الإجابة على التابلت خاصة مع وجود 7 أسئلة مقالية يحتاج الطالب الإجابة عليها مستخدما القلم . ويتدخل رأفت حسن عبد الحكم ولى أمر طالب بإحدى مدارس الجيزة قائلا: ابنى وزملاؤه لم يتعلموا شيئا فقد ظلوا طوال العام لم يتعلموا شيئا وكأنهم فى نزهة تعليمية فابنى لم يدرك ما هو المطلوب منه خلال أيام الدراسة وكانت المحصلة أنه لم يستفد شيئا بالمقارنة بالنظام القديم . فيما يرد عليه صلاح لاشين - أحد أولياء الأمور - بأن تطوير المناهج مطلب أساسى وتدريب المدرسين غاية فى الأهمية واستخدام الكتاب المفتوح فى الامتحانات ضرورة حتمية واختبار الفهم وليس الحفظ لا بديل عنه أما ميرفت الشريف - إحدى أولياء الأمور فتشكو من تفاوت مستوى النماذج المختلفة للامتحانات الإلكترونية مطالبة الوزارة بإيجاد حل لهذه الأزمة إلى جانب ضيق وقت الامتحان فمثلا مدة إجابة امتحان الفلسفة ساعة ونصف الساعة ولا يكفى الوقت للإجابة . وتلتقط هبة المرسى - إحدى أولياء الأمور- أطراف الحديث قائلة : أتمنى أن تتوفر »ديسكات » مناسبة يجلس عليها الطلاب للتعليم ويستمعون لشرح من مدرس فاهم ما يشرحه بدلا من اللهاث وراء مهرجانات الدروس الخصوصية.