أنا شاب في الثانية والعشرين من عمرى، ومتابع جيد لبريدك الشهير بحكم أن والدى يشتري دائما الجريدة فتعودت أن أقرأ بريد الجمعة، وعلي خلق عظيم بشهادة جميع الناس حولي، ولكن مشكلتي هي عدم ثقتي بنفسي ودائما ألوم الظروف حولي، فأنا طوال فترة الجامعة لم أعمل غير شهور الإجازة القليلة فقط رغم احتياجي للمال، وقضيت سنين الجامعة وحدى دون الخوض في أى علاقة مع أحد وكنت أقول لنفسي أن هذه العلاقات حرام ولا يجوز أن أرتبط بأي بنت وأنا غير جاهز للزواج إطلاقاً ولكن كنت دائما حزينا لأن أصدقائي يخوضون علاقات ويعيشون حالات حب وأنا لا أتكلم مع أحد، دائما وحدي حتى أنني كنت لا أخرج كثيرا من المنزل وتخرجت فى الجامعة بحمد الله بتقدير عال لأني كنت اذاكر بجد، وأنا الآن علي أعتاب فترة الجيش ودائما يراودني شعور أنني بعد انتهاء فتره التجنيد لن اقدر علي العمل والتفوق في الحياة العملية وأيضا لن أستطيع الارتباط بأي فتاه لأني لا أمتلك أي خبرات أنا اكره العزلة التي أنا فيها دائما أبي وأمي بعيدان عني لا يتدخلان اطلاقا في حياتي لانهما متاكدان انني علي خلق ولن انحرف ولكن انا محتاج الي النصيحة في هذه المرحلة من حياتي واخي الوحيد صغير لذلك انا وحيدا دائما فانا لا اعلم لماذا انا غير متزن نفسيا وفكريا اقسم بالله ياسيدي انني فكرت مسبقا في الانتحار حتي اتخلص من هذه الحياة غير المتزنة التي أعيشها، فأنا لا أملك المال نحن فقراء ولا أملك الخبرة في الحياة العملية حتي استطيع النجاح وتغيير حياتي إلي الأفضل. أنا شاب عمرى ستة وثلاثون عاماً أسرتي متوسطة الحال، والدي كان يعمل لدي إحدي الشركات بمهنة سائق أحيل لمعاش مبكر وتوفاه الله منذ عام، والدتي ربة منزل لم تنجب سوي ثلاثة أشقاء غيري، لم نتمكن من مواصلة تعليمنا الجامعي، أما أنا فحصلت علي شهادة دبلوم تجارة وأعمل سائقا لدي أحد أبناء الأثرياء، حيث أقوم بتوصيله لإحدى عيادات الطب النفسي، أو لسهرات مع أحد أصدقائه تمتد لما بعد منتصف الليل، هذا الشاب عمره خمسة وأربعون عاماً. كنت قد تعرفت على إحدى الفتيات فى أثناء توصيلها بإحدي سيارات الخدمة التليفونية، تحدثت عبر هاتفها المحمول مع شخص وكان الحديث به عبارات فهمت منها أنها علي خلاف مع خطيبها، فلم تمكنه من مواصلة الحديث معها حيث قامت بإغلاق هاتفها، نظرت للمرآه أمامي وجدتها تبكي سألتها عما يبكيها، رأيتها تستمع لي وكأنها بحاجة إلى من يأخذ بيدها، هكذا ظننت أول الأمر، وقبل نزولها بادلتني رغبة في تبادل هاتف كل منا للآخر، لا أخفي عليك أنني شعرت بحبي لها، وهكذا أحسست أنها تبادلني نفس الشعور، التقينا في أحد المقاهي وعرفت أنها تنتمي لأسرة متوسطة فوالدها متوفي أما والدتها فتعمل بأحد المستشفيات ولها شقيقة تصغرها سناً بالتعليم الجامعي، تكررت زياراتنا للمقهى، وجدتني أعرض عليها زواجي منها، وبعد تردد دام أكثر من أسبوعين وافقت وأتممنا مرحلة تبادل زيارات عائلية حتي ازدادت الصلة وتزوجنا بالفعل، علاقتنا مستقرة والحمد لله. ذات ليلة وأثناء توصيل من أعمل لديه عرض علي أن أجالس أصدقاءه للتعارف، وكانت تلك أول مرة أجالس فيها من يتعاطون المخدرات وبصفة شبه دورية هذا بخلاف توصيله لإحدى العيادات النفسية، فهمت منه أنه كان قد مر بظروف عاطفية مع إحدى فتيات بلد عربي وغدرت به بعد أن بادلها الحب إلى أن قررت أن تهجر هذا الحب الذي انتهي إلى معاناة وإحساس بالوحدة بعد أن كانت زياراتها لا تنقطع حتي أنه أحس بحاجته إلى من يملأ هذا الفراغ وبنفس الحب، ولم يستطع أن يجد قلباً بمثل قلب من سمحت لنفسها أن تهجر حبها. اعترف لكم أنني قد تعاطيت مخدرا أحسست بعده أنني في عالم أخر، تكررت جلسات التعاطي مع هذه الصحبة حتي وجدتني لم أستطع أن أفارق هذه الجلسات، عرفت زوجتي بهذا الوضع فحزنت حزناً شديد أرادت منى أن أعود إلى طريق الصواب فلم أتمكن، قاومت ولم أستطع العودة إلى سابق عهدي. المفاجأة أنني عرفت من زوجتي بحملها دون أن أعرف كيف لي ألا اداوم علي حالي هذا، وظروفي حالياً أنني لم أغادر البيت حيث أنني لم اتمكن من العمل، وكيف لي بتحمل نفقات بيت وزوجة ومولود في الطريق؟ أراني بحاجة إلى من يأخذ بيدي ليرشدني إلى طريق الصواب، علاقتي بهذا الشخص الذي أعمل لديه لا تتوقف حتي في ظل وجودي في المنزل حيث أنني لا أعمل فهو يقوم بالإنفاق على بيتي، الأمر الذي دفعني إلى إحساسي بالعجز التام.