رغم التعثر الأخير الذى عصف بسلسلة مطاعمه، فإن الخسائر المادية مهما عظمت لا يمكن أن تلغى ما قدمه الشيف البريطانى الشهير جيمى أوليفر من خدمات اجتماعية عظيمة ليس فقط لبريطانيا ولكن للعالم كله . لم يكتف أوليفر -43 عاما – ببرامج وكتب الطبخ التى كانت سببا وراء شهرته الواسعة كأحد أهم الطهاة فى العالم ، ولكنه استغل ما حققه من نجاحات ليجعل من الطعام أداة تغيير لمجتمع أفضل من خلال إطلاقه عدة حملات توعية بأهمية الطعام الصحى لصحة الأطفال والكبار . بدأ جيمى ثورة الطعام بالتركيز على أطفال المدراس فى بريطانيا، حيث أطلق حملة « ثورة فى الوجبات المدرسية» لوضع الأطعمة الصحية الطازجة على قوائم الوجبات التى تقدم فى المدارس بدلا من الوجبات السريعة. وانتقلت هذه الحملة إلى الولاياتالمتحدة، حيث أطلق أوليفر برنامجا على قناة «إيه بى سي» الأمريكية بعنوان «ثورة طعام جيمى أوليفر» هدفه التوعية ضد السمنة المنتشرة بين طلاب المدراس الأمريكية. وقدم أوليفر مشروعا آخر بعنوان» وفر مع جيمي» تحت شعار «تسوق بذكاء.. اطبخ بمهارة.. افقد أقل»، وذلك للتشجيع على التقليل من فاقد الطعام بالمنازل وإعادة استخدام بقايا الطعام فى إعداد وصفات جديدة. كما أنشأ الشيف البريطانى مؤسسة «فيفتين» أو «15» الخيرية لرعاية الشباب المهمشين، سواء المشردين أو المتسربين من التعليم أو خريجو الإصلاحيات، ودمجهم فى المجتمع من خلال تعليمهم فن الطبخ. وبعد إتمام مجموعة من الدورات التدريبية، يتجه هؤلاء الشباب للعمل فى مطعم «فيفتين» الذى يمتلكه أوليفر فى لندن والذى تعود أرباحه لتمويل أنشطة المؤسسة التى تحمل نفس الاسم والتى امتد نشاطها إلى أستراليا. وضمن مشاريع أوليفر أيضا مشروع « حديقة المطبخ» لتعليم الأطفال أسس الزراعة المنزلية. ورغم كل ما حققه أوليفر إلا أنه يواجه فى المرحلة الحالية أسوأ أزمة فى حياته المهنية بعد أن تم الإعلان عن إفلاس سلسلة مطاعمه فى بريطانيا بسبب سوء ظروف العمل التى أثرت على الحالة الاقتصادية لمعظم المطاعم البريطانية، لكن المؤكد أنه حتى لو أغلقت مطاعمه أبوابها فإن بصمة أوليفر فى تاريخ العمل المجتمعى لن تمحى أبدا .