بادئ ذى بدء من كل قلبي، وعلى باقات الورد أقدم لكل واحد من أفراد اُسرتى الكبيرة مصر الحبيبة أجمل التهانى المقرونة بأطيب الأمانى بمناسبة عيد الفطر المبارك. نعم! الأعياد مناسبة جميلة تجتمع فيها الأسرة فى مودة ومحبة، ويلتقى فيها الأصدقاء والأحباء فى بهجة وبسمة، فالعيد الحقيقى هو مع الآخرين ، ولا عيد دون الآخرين، والأعياد فرصة جميلة فيها نرى الناس تعبر بعضها لبعض عن مشاعرها الرقيقة الصادقة وعواطفها العذبة الحلوة. نعم! الأعياد وقت للراحة والاستجمام والترفيه، وهى من حاجات الإنسان الأساسية والضرورية ليستطيع الإنسان أن ينطلق من جديد ليواصل مسيرة الحياة ، ففى يقينى أن الأعياد هى بمثابة محطات للراحة لتزويدنا بطاقة من القوة والفرح والأمل، وتفريغ ما فى الحياة من متاعب وهموم وآلام حتى يمكن أن نستكمل مسيرة الحياة. والأعياد تبرهن وتؤكد إقبال واستمتاع الإنسان بالحياة، فحب الحياة يجعل الإنسان يسعى ويجتهد، يزرع ويحصد ، يهدم ويبني، يدرس وينجح، يفكر ويخترع، يعمل ويبدع، يجدد ويطور، يبحث عن النجاح والسعادة هنا وهناك وهذه هى طبيعة الحياة. دعونا نستمتع بكل هذه المعانى الجميلة. لعل من أهم التقاليد التى تميز شعبنا الأصيل فى الأعياد والمناسبات المختلفة هى قيمة المحبة الحقيقية، والمودة الأخوية، والمشاركة الوجدانية التى تجمعنا إلى واحد والتى نراها ونلمسها بكل وضوح وجلاء فى تبادل التهانى والأمنيات، وهى من أجمل وأغلى القيم والمبادئ التى نعتز ونفخر بها، والتى توارثناها من الآباء والأجداد، ونسلمها بدورنا للأبناء والأحفاد ، فهى حقيقة متأصلة فى وجداننا وضميرنا الوطني، ونعيشها فى ممارساتنا اليومية. فلقد عشنا طول عمرنا، ومازلنا، وسوف نستمر طالما كنا على قيد الحياة. أفراح أعيادنا نتقاسمها معاً فى بهجة وسعادة وبكل الحب الحقيقي، ودموع أحزاننا تمتزج معاً فى مواساة قلبية صادقة تخفف آلامنا. أجل! فالحقيقة الراسخة كالجبال والساطعة كالشمس على مر الأجيال والعصور أن مصر مُنذ فجر التاريخ شعب واحد، يعيش على أرض واحدة، يشرب من نيل واحد، تتعانق فى سمائها الواحدة مآذن المساجد مع أبراج الكنائس فى صورة بديعة الجمال ، يربطنا تاريخ طويل عريق زاخر بالأمجاد والإنجازات، ونتطلع معاً إلى مستقبل أكثر إشراقا حافل بالتحديات والطموحات. أتمنى ونحن نحتفل بأعيادنا الدينية ألا ننسى فى غمرة أفراحنا، وزحمة مشاعرنا، واهتمامنا بمظاهر العيد، وتبادل التهانى والأمنيات، كيف نرسم البسمة على وجوه الفقراء والمحتاجين، ونمسح دموع الحزانى والباكين، ونبعث الأمل والرجاء فى نفوس اليائسين والبائسين، ونخفف آلام المرضى والمتعبين، ونعمل بكل أمانة وإخلاص لرفع شأن بلادنا العزيزة مصر . لمزيد من مقالات د. القس جورج شاكر نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر