كما تعودنا فى أيام العيد إليكم بعض الطرائف لعلنا نرسم بها ابتسامة على الوجوه.. حكى أن أحمقين تصاحبا فى طريق فقال أحدهما للآخر: تعال نتحدث عن أمانينا، فإن الطريق تقطع بالحديث، فبدأ الأول قائلا: أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها وصوفها، وقال الآخر: وأنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئا، فرد عليه الأول: ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة، فتصايحا، وتخاصما، حتى تماسكا بالأيدي، ثم تراضيا أن يكون أول من يطلع عليهما حكما بينهما: فطلع عليهما شيخ مهيب يركب حمارا عليه زقان (الزق: وعاء من جلد) كبيران من العسل، فحدثاه بحديثهما، فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل كله على التراب!! ثم قال: صب الله دمى مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.
ذهب أعرابى إلى السوق فوجد إسكافيا يدعى (حنين)، فأخذ الأعرابى يساومه على خفين أعجباه حتى أتعبه ثم لم يشتر منه شيئا، فاغتاظ حنين منه غيظا شديدا، وأراد أن يكيد له فخرج إلى الطريق، ورمى بالخف الآخر بعد تلك الشجرة بمسافة قليلة ثم اختفي. فجاء الأعرابى فرأى الخف المعلق على الشجرة فقال: ما أشبهه بخفى حنين، لو كان معه الآخر لأخذته، فلما تقدم رأى الخف الآخر ملقى على الأرض، فنزل عن دابته وأخذ الخف وترك دابته وعاد إلى الشجرة ليأخذ الآخر، حينها خرج حنين من مخبئه، وعمد إلى راحلة الأعرابى فذهب بها. فلما عاد الأعرابى لم يجد راحلته فرجع إلى قومه وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: بماذا جئت من السوق؟ فقال : جئتكم بخفى حنين، وصارت مثلًا!!
قال محمد بن أحمد الترمذي: كنت عند أبو إسحاق الزجاج البغدادى وهو نحوى من العصر العباسى وكان من أهل العلم بالأدب والدين أعزيه بأمه وعنده الكثير من كبار القوم يقومون بواجب التعزية. إذ أقبل ابن الجصاص، وهو واحد من التجار الأثرياء الذين يملكون الدنيا لكنه كان يدعى الحمق، وما أن قابل الزجاج البغدادى حتى أخذ يضحك ويقول مستبشرا: الحمد لله لقد سررت كثيرا يا أبا إسحاق. فدهش الزجاج ومن حضر وقيل له: يا هذا .. كيف سرك ما غمه وغمنا؟ فقال: ويحكم بلغنى أنه هو الذى مات فحزنت حزنا شديدا.. فلما صح عندى أن أمه هى التى ماتت سرنى ذلك كثيرا!!
كان من المعروف عن السيدة أم كلثوم سرعة البديهة ومما يروى عنها فى ذلك أثناء حضورها مباراة لكرة قدم جلس بجوارها أحد الباشوات وكان قصير القامة وضئيل الجسم جدا، وتصادف أن فتحت أم كلثوم حقيبة يدها لتخرج منديلها، فنظر الباشا إلى داخل الحقيبة مداعبا فقالت له أم كلثوم: حاسب يا باشا أحسن تقع فيها!! وفى إحدى المناسبات تحدث معها وجيه ثرى عن سيارته البونتياك الفاخرة فقال إنه ورثها عن أبيه بعد وفاته وكان أبوه قد ورثها بدوره عن عمه الذى توفى بعد شرائها بشهر واحد. فقالت له باسمة : (ياسلام.. العربية دى زى الدنيا تمام!!) قال لها : لماذا ياست؟ أجابته قائلة : (كل من عليها فان)، وفى أثناء عودتها من رحلة للمجهود الحربي، اهتمت بها إحدى مضيفات الطائرة اهتماما زائدا طوال الرحلة، وعندما وصلت إلى المطار صافحت المضيفة بحرارة وكان أحد أصدقائها يرقب الموقف فقال لها : إنت لازم تعرفى المضيفة دى من زمان ياست، أجابت بمرح (أبدًا والله.. دى معرفة طياري).
كان لأحد الموسيقيين فى فرقتها عدد من المطلقات يدفع لهن نفقات شهرية، وذات يوم زارها وأخذ يشكو لها من فداحة تقدير مصلحة الضرائب لأرباحه، فقالت له: (ما تتظلم يا أخي.. وتقول لهم إنك بتدفع أيضا للضراير).
اشترى بليغ حمدى سيارة صغيرة، وأخذ صديقه الشاعر عبدالوهاب محمد وذهبا إلى الست لتستمع إلى آخر ما وصل إليه بليغ من تلحين أغنية ظلمنا الحب، وأثناء جلوسهم لاحظت أم كلثوم أن بليغ يلعب بميدالية المفاتيح بشكل لافت، وعلى وجهه علامات الابتهاج، فقالت له: مالك يا بليغ؟ قال: مش أنا اشتريت عربية. قالت له : ألف مبروك، هى فين؟ فأشار لها قائلا: تحت. فنظرت أم كلثوم من النافذة، وكانوا فى الدور الثانى فوجدت السيارة صغيرة إلى درجة لافتة!! فمالت إلى بليغ قائلة: حلوة يا ابني... مطلعتهاش معاك ليه؟
كان الملحن القصبجى مسافرا مع أم كلثوم فى القطار، فأخرج قلما أسود وأخذ يصبغ شنبه.. فقالت: شوفوا الراجل رجع شباب بجرة قلم!! خرج الحجاج متصيدًا، ولما ابتعد عن جنده مر بأعرابى يرعى إبلًا، فقال له الحجاج: كيف سيرة أميركم الحجاج؟ فقال الأعرابي: ظلوم، لاحياه الله. فقال الحجاج : فلم لا تشكوه إلى أمير المؤمنين؟ قال الأعرابي: هو أظلم منه. فذهب عنه الحجاج حتى وصل إلى جنده، ثم قال لهم: هاتوه وقيدوه معنا إلى القصر، فأخذوه وحملوه، فلما ساروا سأل الأعرابى الجند: من هذا؟ قالوا: الأمير الحجاج، فعلم أنه قد أحيط به، فتحرك حتى صار بالقرب من الحجاج، وناداه: أيها الأمير، فقال: ما تشاء يا أعرابي؟ قال : أحب أن يكون السر الذى بينى وبينك مكتوما. فتوقف الحجاج وضحك من قوله كثيرا ثم خلى سبيله.
رأى أحدهم جحا وهو يركض فى السوق ويتلفت، فقال له: عمن تبحث يا جحا؟ قال جحا: عن بنت صغيرة ضاعت من أبيها؟ قال الرجل: ما صفتها؟ قال جحا: إن أبآها رجل طويل اللحية!!
مات أحد المجوس وكان عليه دين كثير.. فقال بعض غرمائه لولده: لو بعت دارك ووفيت بها دين والدك؟. فقال الولد: إذا أنا بعت دارى وقضيت بها عن أبى دينه فهل يدخله ذلك الجنة؟ فقالوا : لا. قال الولد: فدعه فى النار وأنا فى الدار.
يقول أحد دهاة العرب ما غلبتنى إلا جارية كانت تحمل طبقا مغطى فسألتها؟ ماذا يوجد فى الطبق؟ فقالت: ولم غطيناه إذا !!؟ فأحرجتني.
وقف أشعب على امرأة تصنع طبقا من الخوص. فقال لها: ياليتك تصنعيه أكبر من هذا. فقالت : لماذا ؟ أتريد أن تشتريه؟ قال: لا ، لكن عسى أن يشتريه إنسان فيهدى إلى فيه شيئا، فيكون كبيرا أفضل من أن يكون صغيرا. سأل رجل الشعبى عن المسح على اللحية فقال: خللها. قال الرجل: أتخوف أن لا تبتل بكاملها. فقال الشعبي: إن تخوفت فانقعها من أول الليل.
قصد رجل الحجاج بن يوسف فأنشده أبا هشام ببابك... قد شم ريح كبابك فقال ويحك ! لم نصبت أبا هشام؟ فقال الكنية كنيتى إن شئت رفعتها، وإن شئت نصبتها.
دعا الشاعر أمين نخلة الشاعر أحمد رامى يوما إلى الغداء فى بيروت وقال إنه أعد له طعاما ممتعا، ولم يكن هذا الطعام سوى طبق من الضفادع، لا يحب رامى مذاقها، وينفر منها،، فلم يقرب رامى الطعام وقال: دعانى إلى «أكلة» ممتعة.. وقال: سيطعمنى ضفدعة وكيف تكون الضفادع قوتا.. ومرقدها الليل فى منقعة.
قال رجل من مدعى العلم: إن الذئب الذى أكل سيدنا يوسف عليه السلام اسمه «رجحون» فقيل له : ولكن الذئب لم يأكل يوسف، فقال إذن هو اسم الذئب الذى لم يأكل يوسف!! ُدعى الدكتور شاكر الخورى إلى غداء على مائدة الأمير سعيد الشهابى وكان مما قدم له كوسة محشوة، تناول منها أولا وثانيا وثالثا هو يحاول عبثا أن يجد فيها لحما، فلم يجد، فارتجل هذين البيتين: قد قيل إن المستحيل ثلاثة... الآن رابعة أتت بمزيد الغول والعنقاء والخل الوفي... واللحم فى محشى الأمير سعيد قال رجل لخادمه: لماذا لم تسق الحديقة؟ رد الخادم قائلا: لأن السماء تمطر ياسيدي. قال الرجل: هذا ليس عذرًا.... كان بإمكانك أن تضع مظلة وتسقى الحديقة!! ضاع لرجل ولد أحمق فناحوا عليه ولطموا الخدود وظلوا على ذلك أياما وفى أثناء بحثهم عنه وجده أبوه جالسا فى زاوية من سطح الدار. فقال يابنى أما ترى ما نحن فيه من قلق عليك» ؟ قال الولد قد علمت لكن ها هنا بيض وقد قعدت عليه مثل الدجاجة ولن أبرح حتى يفقس!! فرجع أبوه إلى أهله وقال لقد وجدت ابنى حيا ولكن لاتقطعوا النواح واللطم عليه!!
اتصل أحد الموظفين على هاتف مديره بالخطأ وقال له: أحضر لى كوبا من الشاى سريعا فى مكتبي رد عليه المدير: أتعرف مع من تتكلم؟ قال الموظف : لا. قال له: أنا مدير المؤسسة يا أحمق!! رد عليه الموظف: وأنت هل تعرف مع من تتكلم؟ قال المدير : لا. رد عليه الموظف: الحمد لله وأغلق الهاتف.
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن أن الشاعر سيأكل من طعامه فى ذلك اليوم وإلا فإنه سيهجوه. غير أن الشاعر انتبه إلى ما أصاب الرجل فترفق بحالة ولم يطعم من طعامه.. ومضى عنه وهو يقول: تغير إذ دخلت عليه حتي... فطنت فقلت فى عرض المقال على اليوم نذر من صيام.... فأشرق وجهه مثل الهلال د. أنس عبدالرحمن الذهبي استشارى طب الأطفال طنطا