جاء فى تقرير اجتماع عقده بعض الإعلاميين والمفكرين حول الإعلام الخارجى أن التحرش والبلطجة والمخدرات والدعوات للتظاهر وغيرها، من الأخبار السلبية والمعلومات غير الصحيحة عن المجتمع المصرى، يتم تداولها فى إعلام الغرب وتفرد لها برامج التوك شو مساحات واسعة تذاع على مختلف القنوات التليفزيونية وتبرزها الصحف الخاصة على انها واقع نعيشه يلحق بمصر أضراراً بالغة.. وأرجع الخبراء السبب الحقيقى وراء تراجع حركة السياحة الوافدة، إلى صورتنا فى الخارج مما دفع بالسائح لتغيير وجهته الى دول أخرى يعتقد انها أكثر أمنا واستقرارا. وأن تكرار نشر الأكاذيب المضللة لا يشجع الاستثمار فى مصر. للمساهمة فى تصحيح ذلك الواقع، ونظراً لأن الجهود المبذولة حاليا والاتصالات الرسمية لا تحقق الأهداف المنشودة ولأن الاتصال بالشعوب والمؤسسات غير الحكومية أنجح وسائل تصحيح المعلومات المغلوطة، وإيماناً بدور كل مواطن فى المشاركة والعطاء، بادرت مجموعة من المواطنين بمحاولة للتصدى لذلك الإعلام المضلل الذى يسيء إلى مصر شعبا وقيادة. ولما كانت المواجهة العلمية الرشيدة لأى مشكلة تتطلب: تحديد الهدف المنشود تحقيقه فى إطار الظروف السائدة، ثم تحديد الواقع وأبعاد المشكلة التى يراد علاجها، ثم فى ضوء الواقع والمنشود يكون تحديد الآليات والمؤسسات التى يمكنها التحرك بالواقع إلى الهدف ومسئولية كل منها.بدأت مجموعة المواطنين لمواجهة الإعلام الخارجى بمحاولة التعرف على الحقائق، أى الإجابة عن ماذا يعرف العالم عن مصر؟ وذلك من خلال ما ينشر فى الخارج. تبين ما يلى: لا يعرفون شيئاً عن عشرات الإنجازات المبهرة التى تحققت وتلك التى فى طريقها إلى التحقق ولا عن التشريعات والقرارات التى تصدر يومياً، التى تؤكد التزام مصر برلماناً وحكومة وشعباً بمبادىء المساواة والمشاركة والحرية واحترام حقوق المواطنين الشرفاء وكرامتهم وأمنهم. ويتجاهلون أن أغلب مواثيق حقوق الإنسان تتعلق بتوفير الحياة الكريمة والحريات للمواطنين ولا تقتصر على معاملة المنحرفين. ليس هناك إشارة كافية لما تقدمه مصر فى مجالات الأمن، الإسكان والطرق والزراعة والصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحى وحماية البيئة إلى جانب إنشاء المدن وتطوير العشوائيات وتشجيع الصناعات الصغيرة وحماية الأسرة والمرأة . يسمعون وينشرون ويهتمون بأحوال مواطنين انتهكوا القانون وأساءوا إلى مصر. يتحدثون عن حقوق الإنسان وكأنها تقتصر على حقوق المارقين والمنحرفين والمحكوم عليهم، وهى التى لا تمثل إلا نسبة محدودة، صغيرة من الحقوق، ويتجاهلون أن أغلب الحقوق تتعلق بجموع المواطنين أمنهم وتوفير الخدمات، ويتجاهلون أن أول حقوق الإنسان هو الحق فى الأمن والتنمية. نشروا حادث الكنيسة البطرسية ثم تجاهلوا قيام الدولة بإصلاح الكنيسة قبل العيد فى وقت قياسى حتى يتمكن المسيحيون من أداء شعائر العيد. كتبوا عن الشباب المحجوز بسبب خرق القانون لكن لم يشيروا إلى مؤتمر الشباب ولا عن لجنة مراجعة أحوال الشباب والإفراج عن بعضهم.. تجاهلوا اهتمام الدولة بأمور المصريين اليهود والاستجابة لمطالبهم. اعترضوا رسمياً على صدور حكم على عميلة ارتكبت جريمة وعوقبت بالحبس بناءً على حكم قضائى، لكنهم لا يعترفون أو يشيرون إلى جريمتها. يتسارعون لنشر أنباء ما كان يقع من أحداث طائفية ولا يعرفون عن مؤتمر حكماء المسلمين الذى شاركت فيه جميع الأديان والمذاهب من أجل السلام والتصدى للتطرف. وهناك دعوة الرئيس السيسى أن تصبح مصر منبراً ومنارة ومصدر إشعاع للتعايش وتكون قدوة ومثالاً للاحترام المتبادل بين أصحاب الثقافات والمذاهب للعيش فى سلام يقوم على العدل والمشاركة والمساواة. مبادرة إنسانية دولية حضارية رائعة لم يتناولها الإعلام الخارجى من قريب أو بعيد. ماذا يعرفون عن موقف الرئيس والحكومة بالنسبة للمساواة بين جميع المواطنين وما حققته المرأة وتحقق لها وكذلك الشباب ومشاركته.ماذا يعرفون عن موقف الرئيس السيسى إزاء قبول الآخر وتعدد الأديان وقيام القوات المسلحة بإصلاح الكنائس التى دمرها الإخوان الذين تدعمهم بعض الدول؟.. ماذا يعرفون عن الكاتدرائية الرائعة التى شيدت فى العاصمة الجديدة فى زمن قياسى حتى يتمكن المصريون المسيحيون ممارسة شعائرهم فيها 2018 أى قبل الميعاد المحدد لها.. ماذا يعرفون عما تقوم به الدولة من إصلاح وترميم المعابد اليهودية والاستماع لمطالب الجالية اليهودية بالنسبة لأماكن مقارهم وحماية تراثهم، ونحن لنا اتصالات بالقيادات اليهودية فى العالم وان سياسة مصر تفرق بين العقيدة الدينية لليهود والانتهاكات التى ترتكبها الصهيونية فى اسرائيل.. لا يعرفون، أو يتجاهلون أن أسس الحقوق والواجبات وثيقتان أصدرهما د. بطرس غالى هما أجندة للسلام وأجندة للتنمية، ومصر تقدم الكثير من أجل التصدى للإرهاب والعنف وتحقيق السلام ليس فقط فى مصر أو المنطقة إنما فى العالم كله، بينما الذين ينتقدون مصر يدعمون الجماعات الإرهابية مادياً وعسكريا واقتصاديا وسياسيا!. فى المقابل بين البحث أن التخاذل من جانبنا يقابله نشاط وخطة من جانب أعداء مصر على أشكالهم. هناك مجموعات عمل ومكاتب متخصصة وظيفتها الأولى والأخيرة التحرك ضد مصر وتفعل ذلك بنشاط وتركيز. يتحرك أعداء مصر وأعداء السلام حسب خطة مدروسة ومستمرة. مجموعات العمل تتحرك ضد مصر (وأسماؤهم معروفة) بعضهم يجوبون العالم يتنقلون بين مجلس العموم واللوردات، والبرلمان الأوروبى، والكونجرس، والخارجية الأمريكية، تتواصل مع عدد كبير من الصحف ومحطات الإذاعة والجمعيات الأهلية والمنظمات التى تدعى أنها تدافع عن حقوق الإنسان، يصورون ما يحدث فى مصر على غير الحقيقة ويختلقون أحداثا لم تقع. هؤلاء على اتصال مستمر مع عدد كبير من المنظمات الأمريكية الأهلية التى تعادى مصر تتحدث عما يحدث فى سجونها بصورة مشوهة، ويتجاهلون ما تفعله أمريكا فى سجون العراق وجوانتنامو من أهوال وتعذيب. هؤلاء مع الأسف لهم اتصالات بالبعض داخل مصر ينسقون بينهم من أجل تحقيق هدف شرير هو الإساءة لمصر وشعبها. تأكدت نقطة مهمة سبق الإشارة اليها أن الحاجة ملحة إلى إصلاح الإعلام الداخلى، فهو مصدر يستمد منه الإعلام الخارجى أسوأ ما يأتى به.. الذين يقومون بالإثارة من أجل الشهرة تؤخذ أقوالهم علة أنها تعبر عن الرأى العام وإرادة الأغلبية فى مصر وهذا غير صحيح. دراسة قضية الإعلام الخارجى مستمرة. لمزيد من مقالات د. ليلى تكلا