يتخذ المسلمون الأعياد فرصة سانحة لإظهار شكر الله تعالى على نعمه، وعادة متكررة للترويح عن النفس ساعة بعد ساعة، والتزود من النفحات الإلهية المبثوثة في الأزمنة المباركة كغذاء للقلوب والأرواح. والأعياد تأتي عقب أزمنة مباركة وأوقات مفضلة اختُصت بالاجتهاد في العبادة والأعمال الصالحات؛ فعيد الفطر المبارك هو يوم جائزة للمسلم يحظى فيه بفرحتين عظيمتين لهما أثر كبير في حياته وآخرته، وهما: فرحة أداء ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرحة اليقين بجزيل الأجر والثواب بين يدي ربه عزَّ وجلَّ؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ»(صحيح البخاري). وقد استحب العلماء إحياء ليلة عيد الفطر بالاجتهاد في الأعمال الصالحة؛ لأنها ليلة مباركة تسمى ب «ليلة الجائزة»؛ لما يعقبها في الصباح من توزيع الأجور، وورد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلتي العيدين محتسبا لله، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»(سنن ابن ماجه)، ويحصل أصل قيامها بصلاة العشاء فيها جماعة، والعزم على صلاة الصبح كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. ومن السنن المستحبة في استقبال يوم العيد النظافة والتطيب بالروائح الطيبة سواء قبل صلاة العيد أو بعدها، ولبس الثياب الجديدة وتحسين الهيئة، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل يوم الفطر والأضحى»(سنن ابن ماجه)، وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد.. وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار»(المعجم الكبير للطبراني). وينبغي على المسلم التخلص من مظاهر الخصام والخلافات التي تكون بين المتخاصمين وخاصة مع الجيران والأهل والأرحام، مع تبادل الزيارات والعطف على الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات؛ لِمَا في ذلك من جلب المودة والمحبة بين الناس وإدخال السرور على قلوبهم فضلا عن بذل الدعاء بقبول ما سبق هذا اليوم وما قارنه من أعمال صالحة، وتبادل التهاني المشروعة بين المسلم وأخيه بقدوم العيد كقول «تقبل الله»، و»عيدكم سعيد»، و»عيدكم مبارك»، «وكل عام وأنتم بخير». لمزيد من مقالات د. شوقى علام