سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمم «القضايا الشائكة» فى مكة المكرمة.. التوجهات الإيرانية وتعزيز التعاون العربى الإسلامى أبرز الملفات..السيسى يطرح رؤية شاملة لمواجهة الأزمات ويلتقى عددا من الزعماء المشاركين
تتجه أنظار العرب والمسلمين إلى مكةالمكرمة، حيث تحتضن ثلاث قمم «خليجية وعربية وإسلامية»، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وقادة الدول العربية والاسلامية ، من أجل بلورة موقف موحّد تجاه قضايا شعوب العالم الإسلامي، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. حيث احتضنت مكة (العاصمة المقدسة)، أمس، قمتين طارئتين خليجية وعربية، فى ضوء ما تشهده منطقة الخليج والشرق الأوسط من توتر بالغ وتصعيد إيرانى أمريكى يلامس حدود الخطر، بهدف حماية الأمن القومى العربي، ورفع مناعته إزاء الأخطار المحدقة والتصدى للتدخلات الخارجية فى الشئون العربية. وتأتى مشاركة الرئيس السيسى فى القمتين، انطلاقا من حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع جميع الدول العربية والإسلامية، والإسهام بفعالية فى جهود تعزيز آليات العمل الجماعى لمصلحة شعوبها، وقد تضمنت كلمة السيسى أمام القمة العربية رؤية شاملة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز التنسيق بين الدول العربية الشقيقة، فى مواجهة التحديات الراهنة. ومن المقرر أن يستعرض الرئيس فى كلمته، أمام القمة الإسلامية اليوم، سبل بلورة موقف موحد تجاه القضايا الراهنة فى العالم الإسلامي، خاصة مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة خطاب التمييز والكراهية الموجه ضد المسلمين ، كما يلتقى الرئيس السيسى عددا من الزعماء على هامش القمة، لتعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور حول التطورات الإقليمية والدولية. ويحتل بند التهديدات الإيرانية والتوترات الأمنية بالخليج العنوان الرئيسى على جدول أعمال قمم مكة، لاسيما بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط فى المياه الإماراتية، واستهداف محطات ضخ نفط بالسعودية، وهى الهجمات التى اتُهم وكلاء إيران بتنفيذها بإيعاز من الحرس الثوري. وأكد الدكتور إبراهيم العساف وزير الخارجية السعودية، رفض تدخلات إيران فى شئون دول المنطقة، موضحا أن «عالمنا الإسلامى يمر بتحديات أخطرها التدخل بشئونه الداخلية»، واعتبر أن التدخل الإيرانى فى اليمن ودعم ميليشيا الحوثى مثالا صارخا على تأثير مثل هذه التدخلات، سواء فى اليمن أو فى غيره، داعيا إيران إلى الكف عن زعزعة استقرار المنطقة والتوقف عن مساعى تطوير سلاح نووي، والتزام سياسة حسن الجوار لمنع تفاقم الأوضاع، وأشار العساف إلى أن «أمتنا تواجه تحديات فى سوريا وليبيا والصومال وغيرها من الدول»، وتفرد قمم مكة مساحة واسعة لأزمات الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، خصوصا مع احتمال إعلان الإدارة الأمريكية خطتها للسلام، وشدد القادة العرب والمسلمون على ضرورة حصول الشعب الفلسطينى على حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، ودعوة المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته السياسية والأخلاقية بهذا الشأن، أيضا الخلاف الهندى الباكستانى حول كشمير، والأوضاع فى ليبيا والسودان وسوريا وغيرها. من ناحيته، أكد الدكتور يوسف العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامى أنه يجب وضع حدّ للاحتلال وإنهاء معاناة الفلسطينيين، مبينا أن قضية فلسطين تبقى القضية المركزية، ولا يجب الانشغال عنها، كما حذر العثيمين من خطورة ظاهرة الإرهاب، مبينا أن التنظيمات الإرهابية تستغل الاضطرابات السياسية فى بعض البلدان لتنفيذ مخططاتها، لافتا إلى ضرورة معالجة أسباب التطرف لإنهاء آفة الإرهاب، ومحاربة أشكال التمييز الدينى وإشاعة الاعتدال والتسامح. من جانبه، وجه الرئيس الصينى شى جين بينج برقية تهنئة إلى الدكتور العثيمين، مشددا على متانة العلاقات الودية بين الصين والبلدان الإسلامية. وقد اتخذت السلطات السعودية إجرارءات أمنية مكثفة بالعاصمة المقدسة، تأمينا للقمة، التى تعقد وسط اهتمام إعلامى مكثف عربيا ودوليا.