تستضيف المملكة العربية السعودية بمكةالمكرمة ثلاث قمم خليجية وعربية واسلامية هذا الاسبوع في الفترة من 30 الي 31 من مايو الحالى، والقمتان الطارئتان (الخليجية والعربية ) هما لبحث تداعيات الهجوم العدواني والتخريبي والإرهابي الذي طال سفنا تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، إضافة إلي ماقامت به ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من هجوم إرهابي وتخريبي علي محطتي ضخ للنفط بالمملكة. وتستعرض القمتان الخليجية والعربية التطورات الأخيرة في منطقة الخليج وكيفية مواجهة خطر التصعيد الايراني، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في مواجهة تزايد انشطة الميليشيات الارهابية الموالية لايران في المنطقة وسبل التضامن العربي مع السعودية والامارات في مواجهة خطر التصعيد الإيراني والميليشيات الارهابية التابعة لها. وتعقد القمة الخليجية مساء يوم 30 مايو بحضور قادة وممثلي الدول الخليجية الست، كما تعقد القمة العربية عقب انتهاء فاعليات القمة الخليجية مباشرة بحضور قيادات وممثلي 21 دولة عربية. وتنعقد القمة الإسلامية في دورتها العادية الرابعة عشرة تحت شعار «قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل»، في مكة المكرّمة 31 من مايو الحالى بحضور 53 من قادة وممثلي الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي خاصة في ظل التصعيد الإيراني الأخير. ويقول السفير محمد نجم مندوب مصر الدائم لدي منظمة التعاون الإسلامي ل «الأهرام» إن هناك العديد من الموضوعات التي يتوقع أن تبحثها القمة، وعلي رأسها برنامج العمل الجديد للمنظمة الذي يشمل 18 مجالا من المجالات ذات الأولوية و107 أهداف، وهي قضايا السلم والأمن، وفلسطينوالقدس الشريف، والتخفيف من حدة الفقر، ومكافحة الإرهاب، والاستثمار وتمويل المشاريع، والأمن الغذائي، والعلوم والتكنولوجيا، وتغيّر المناخ، والتنمية المستدامة، والوسطية، والثقافة والتناغم بين الأديان، وتمكين المرأة، والعمل الإسلامي المشترك في المجال الإنساني، وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وغيرها. ويضيف مندوب مصر الدائم لدي المنظمة، أن القضية الفلسطينية تعتبر حجر الزاوية والقضية المركزية لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث تأتي هذه القمة في مرحلة خطيرة في تاريخ أمتنا الإسلامية، ازدادت فيها التحديات، وتعددت الأزمات، وتعقدت المهام المطلوبة لمواجهتها وعلي رأسها قضية فلسطين، وهناك توافق تام بين جميع الدول الأعضاء بأنه لا مخرج نهائي منه إلا بحل سلمي شامل وعادل يعيد الحقوق إلي أصحابها، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني علي حقه في الدولة المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية، وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، ويتم طي هذه المرحلة المؤلمة، التي استنزفت الأمة الإسلامية والعربية لعقود طويلة. وعلي صعيد تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الإرهاب، يقول السفير محمد نجم: لقد نجحت مصر في تشجيع مجلس وزراء خارجية دول المنظمة علي إصدار قرار حول مكافحة الإرهاب والتطرف خلال الدورات أرقام 42 (2015)، 43 (2016)، و44 (2017) للمجلس، لتجفيف منابع وتمويل الإرهاب، وعدم توفير الملاذ الآمن أو الدعم أو المساندة للجماعات الإرهابية. ويضيف: هناك إرادة من الدول أعضاء المنظمة في العمل علي مكافحة الإرهاب وقد قامت المنظمة بتأسيس مركز «صوت الحكمة» في استجابة للدعوات المتزايدة من الدول الأعضاء في المنظمة والمنظمات الدولية لتأسيس جهاز يتولي مناقشة ظاهرة الإرهاب المتعددة الأبعاد. فهو مركز للحوار والسلام والتفاهم تم تأسيسه بمقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ويعمل علي توظيف جميع وسائل وآليات الإعلام والتواصل الاجتماعي لتعرية وتفكيك الخطاب المتطرف وكشف المنطلقات الفكرية والدينية التي تستند إليها هذه الظاهرة. ويوضح نجم أن مركز صوت الحكمة علي تواصل ويتعاون مع الآليات المماثلة لدي الدول الأعضاء، منها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ومرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، ومركز «هداية» في الإمارات العربية المتحدة ومركز «اعتدال» في السعودية وغيرها من المراكز ذات الصلة في الدول أعضاء المنظمة. ويقول الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ان القمة ستضع علي قمة أولوياتها قضية فلسطين وما تواجهه من تحديات والتطورات الجارية في المنطقة ومواجهة الإرهاب والتطرف، والتصدي لحملة الكراهية التي تبثها حركات اليمين المتطرف، ووضع الأقليات المسلمة في العالم، ودعم خريطة طريق لقضايا اقتصادية وثقافية وعلمية عديدة تشغل منظمة التعاون الإسلامي وقادة دولها. منظمة التعاون الإسلامي وقال العثيمين: سوف يصدر عن القمة الإسلامية «إعلان مكة»، بالإضافة إلي البيان الختامي الذي سيتطرق إلي العديد من القضايا الراهنة في العالم الإسلامي، ومنها موقف الدول الأعضاء في المنظمة من آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية، بالإضافة إلي إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء، فضلا عن اتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعني بها المنظمة. وللمرة الاولي تنعقد القمم الثلاث في المملكة في وقت متقارب بشهر رمضان المبارك ما يعطي مؤشرا قويا علي أن الأمتين العربية والإسلامية تمران بأوضاع غير عادية، كما أن عددا من الدول الأعضاء في المنظمة تمر ظروف صعبة، كسوريا وليبيا والصومال وافغانستان وغيرها، فضلا عن المحن التي تعصف بالكثير من مناطق العالم الإسلامي خاصة ما تواجهه الاقليات الاسلامية في كثير من بقاع المعمورة كما هو حال الروهينجا في مانيمار ومسلمي الصين الشعبية ويوجوسلافيا السابقة وغيرها.