هل سألت نفسك ذات يوم وأنت فى لحظة صدق مع النفس: كم مرة أسأت فيها الظن بالآخرين.. وكم مرة تورطت بمحض إرادتك فى إصدار أحكام متسرعة على تصرفات البعض دون أن تعطى لهم الفرصة لتوضيح الأسباب التى دفعتهم لتلك التصرفات التى تبدو غريبة وغير منطقية. ففى لحظة صدق مع النفس وجدتنى أفكر فى هذا الخطأ الكبير الذى نقع فيه حينما لا نحسن الظن بالآخرين، الأمر الذى جعلنى أتذكر حكاية تلك المدرسة التى تعبت كثيراً وهى تقوم بتدريب تلميذاتها الصغار على أوبريت غنائى يقدمنه فى حفل نهاية العام الدراسى، وما إن بدأ الحفل فوجئت هذه المدرسة بتلميذة تخرج عن النص وتقوم بأداء حركات غير مفهومة وبعيدة كل البعد عما تعلمته من تلك المدرسة التى انزعجت كثيراً وحاولت ان توقفها عن فعل تلك التصرفات «الطائشة» لكن التلميذة لم تستجب لها مما دفع مديرة المدرسة للتدخل وهى فى قمة الغضب والانفعال وقررت فصل هذه التلميذة بعد انتهاء الأوبريت، والغريب أن التلميذة لم تعبأ بما يجرى حولها واستمرت فى الحركات الغريبة وما ان انتهى الحفل كانت والدة التلميذة تقف بين الجمهور وهو تصفق بحرارة وعلى وجهها سعادة لا توصف، وكانت المفاجأة أنهم حينما سألوا التلميذة عن سبب تصرفها الغريب والخروج عن النص أخبرتهم بأن والدتها لا تسمع ولا تتكلم فأرادت ان تشرح لها بلغة الإشارة مضمون الأوبريت وهو ما أدخل السرور فى قلب والدتها فأصبحت سعيدة مثل بقية الأمهات. وهنا انحنى الجميع للتلميذة وتأثرت جميع الامهات وقررت مديرة المدرسة تكريم التلميذة بدلاً من فصلها ومنحتها جائزة «التلميذة المثالية». سبحان الله سوء الظن يدفعنا دائماً لارتكاب حماقات قد نندم عليها ولكن ربما بعد فوات الأوان.. فلاتنفعل بسرعة تجاه بعض المواقف التى تبدو غريبة وغير منطقية لأن «سوء الظن» يلقى بنا فى «دوامة الذنوب» التى لا أول لها ولا آخر. فاسألوا الله «حسن الظن» بالناس لأنه ينقى القلوب وفيه راحة البال. لمزيد من مقالات أشرف مفيد