كنت قد قررت ألا أتطرق في مقالاتي بالحديث عن الدين بأي شكل كان؛ لأن لكل فرد الحرية في الاعتقاد واختيار دينه الذي يتوافق معه.. وكرست كل همي للتناقش وإثارة الموضوعات المهمة التي تعلي من شأن بلدنا وما يدور حولها على كافة الأصعدة خاصة الأمور السياسية منها، والتصدي للسلبيات والإشادة بالإيجابيات.. ليس بجديد على المتطرفين وأعداء الإسلام التطاول عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يزالون يستفزون الشريحة الأكبر في شتى أنحاء العالم ويقومون بإيذاء مشاعرهم من فترة لأخرى.. بداية من ذلك الرسام الدانماركي -لعنة الله عليه وعلى أمثاله- الذي تطاول على نبي الرحمة وقام بتشخيصه ورسمه، وتدنيس المساجد، وحرق المصاحف الشريفة، وغيرها من الانتهاكات، ونهاية بما حدث من عرض لمقطع من الفيلم المسيء للرسول على اليوتيوب المدبلج باللهجة المصرية!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.. الأمر الذي أثار حفيظتي كمسلم وحفيظة المسلمين في شتى بقاع العالم. وقد كانوا يمهدون في الفترات السابقة بإنتاج الفيلم وعرضه، كمحاولة لجس نبض المسلمين.. أما وإن أصبح واقعاً فلا وألف لا.. وقررت أنه لا وقت للسكوت عن تلك الافتراءات والإساءات.. لا للتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. إن مثل هذه الإساءات المتكررة لا يمكن أن تنتج إلا عن مؤسسات صهيونية بالتعاون مع متطرفين مرضى ليس لهم همّ إلا شن الهجوم على الإسلام ورموزه ومقدساته، وللأسف الشديد تورط مع هذه الأفعال بعض أقباط المهجر المتطرفين في الخارج، وقام الصهاينة باستغلال ذلك التطرف المقيت واستخدامهم بكل سهولة. وهنا يثار التساؤل.. لماذا تم عرض هذا المقطع من الفيلم المسيء في هذا التوقيت بالذات؟! والإجابة في تقديري تكمن في أن هذا التوقيت متعمد ويأتي متوافقاً ومتواكباً مع ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكأنهم أرادوا أن يثيروا غضب المسلمين في كافة أنحاء العالم في مثل هذا التوقيت كضربة مماثلة.. وهذا ليس بغريب عنهم كما كانوا يتعمدون في المناسبات والأعياد الإسلامية تعكير صفو المسلمين وإيذاء مشاعرهم.. ولا ننسى توقيت تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عيد الأضحى!! إن مثل هذه الاستفزازات من وجهة نظري الشخصية ما هي إلا لمحاولة لاختراق الأنظمة العربية وفرض الهيمنة والسيطرة عليها بل واحتلالها.. فهم قد فشلوا في اختراقها بإشعالهم لثورات الربيع العربي وتخريب الشعوب العربية وتفككها.. ولما لم تنجح مخططاتهم وبدأت بلاد الثورات تتعافى.. إلا وبدأوا في تغيير مخططاتهم واللعب على وتر المشاعر الإسلامية وإيذاء المسلمين.. وفي رد فعل سريع هبّ المصريون مسرعين غاضبين للتظاهر نحو السفارة الأمريكية للتنديد بهذا الفعل الإجرامي، باعتبار أن منتجي الفيلم أمريكيون، وسمعنا عن قيام بعض الأفراد في ليبيا بالهجوم على السفارة الأمريكية وتفجيرها وقتل السفير الأمريكي.. وهذا مؤشر خطير للاختراق والاحتلال. إن كل ما يحزنني هو ذلك الهجوم الفج على المسلمين والإسلام ورموزه.. واشتراك المتطرفين الأقباط في المهجر في إشعال نار الفتنة الطائفية.. ومن هذا المنبر أوجّه لهم رسالة قصيرة؛ وهي أنه بغبائكم وأفعالكم الصبيانية هذه لن تحركوا ساكناً.. وسيبقى رسول الله فى عقل وقلب كل المسلمين يهتدون بسنته إلى يوم القيامة.. وأنه رسول الإنسانية وخاتم الأنبياء بلا منازع، وبشهادة غير المسلمين والمستشرقين وعلماء الغرب، الذين أسلموا لما لمسوه من أخلاقه الكريمة وسيرته الحسنة.. يقول الحق تبارك وتعالى: }يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{. علينا كمسلمين ومصريين ومواطنين يجمعهم نسيج واحد أن نعي لمثل هذه الافتراءات وألا نسمح بازدراء الأديان.. وألا نسيء إلى الوحدة الوطنية لأمتنا.. وأخيراً ألا نعطي الفرصة لمثل هؤلاء الشراذم بأن يتطاولوا على رموز الإسلام فهم بذلك يوقدون نار الفتنة -لعنهم الله- ومأربهم من ذلك خبيث مثلهم. [email protected] المزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة