أقبل شهر رمضان الفضيل بالفرحة والسعادة، وأقبلت معه كل المعانى السامية الجميلة وامتنع الناس عن الطعام والشراب وارتفعت الأكف بالدعاء وانتظر الكل من رب الناس الرضا والسماح، وفى خضم السباق الرمضانى لجمع الحسنات، يتناسى البعض حقوق العباد، ومنها مراعاة حقوق الناس فى الراحة والهدوء وأداء العبادات فى جو من الروحانيات، فترى المساجد والزوايا تتسابق فى وضع الميكروفونات وإذاعة الصلوات والدروس الدينية بصوت عال يعوق المصلين والمتعبدين عن أداء مناسكهم فى منازلهم، ويزعج الطلبة الذين يستذكرون دروسهم وكذلك المرضي، وإذا تجرأ أحدهم وطلب خفض الصوت أو الاكتفاء بإذاعة الصلاة، ناله من الاتهامات ما لن يطيقه، ناهيك عما تقوم به بعض المتاجر والمقاهى بوضع كميات هائلة من اللمبات تكفى لإضاءة مدينة كاملة، فى إهدار واضح للكهرباء بدعوى الاحتفال بالشهر الكريم، بالإضافة لرفع صوت المذياع وإذاعة الأغانى الهابطة لوقت طويل من الليل لتسلية رواد المقاهى انتظاراً لوقت السحور، دون مراعاة لحقوق السكان فى الشارع، وكذا لحرمة الشهر الكريم، كما أن البعض من التجار تجدهم ساعة إقامة الصلاة يهرعون الى المساجد، وبمجرد الانتهاء منها تقترب من بضائعهم لتجدهم يغالون فى الأسعار ويغشون فى الخامات ويكذبون ويتحايلون باعتبار أن هذه نقرة وتلك أخري. أما عن الولائم المنزلية فى الإفطار والسحور فحدث ولا حرج، فبينما يتغنى البعض بغلو الأسعار وسوء الأحوال، يمكنك أن تلحظ تبذيراً واضحاً فى موائد الإفطار والسحور، حتى ليخيل الى الناظر أن المائدة أعدت لعشرات الأفراد لا لأسرة بسيطة فى تبذير واضح يبعد كثيراً عن المعنى المقصود من الصيام، كل هذه السلوكيات السيئة نرجو أن نبتعد عنها هذا الشهر الكريم لتكون بداية عهد جديد مع الله لنقوم فى هذا الشهر بكل الواجبات الدينية مع الحفاظ على حق الأخر فى التعبد فى هدوء، ولترتفع لدينا فضيلة الصدق والأمانة وحب الآخر، ولتعلو القيم الطيبة عما سواها، فليكن هذا الشهر بداية عهد جديد مع الله ورمضان كريم. لمزيد من مقالات أمل الجيار