يبلغ من العمر نحو 82 عاما ومازال يذهب الى المسجد المقام ببلدته لأداء الصلاة، والجلوس مع الأهالى والمشاركة فى إنهاء الخصومات أو المشاكل العادية التى تنشأ بينهم باعتبار بلدتهم تشتهر بالزراعة وتربية الثروة الحيوانية، إنه الحاج يوسف الحداد ابن بلدة ناصر الثورة التى تبعد عن مدينة الخارجة بحوالى 25 كيلو مترا جنوبا، وهى البلدة التى تم توطينها من ابناء سوهاج عام 1963 وأطلق عليها اسم الزعيم الراحل عبد الناصر. يقول الحاج يوسف إنه سعيد جدا لزيارة «الأهرام» له بمنزله ويستكمل كلامه والدموع تملأ عينيه «دموع عتاب» لكل المسئولين بالوادى الجديد لعدم السؤال عنه أو حتى تكريمه، نظير ما قدمه طوال مدة خدمته التى تتعدى 35 عاما فى خدمة سكان واحة الخارجة بالكامل فى إطلاق مدفع إفطار رمضان ليفطر الصائمون. ويضيف الحاج يوسف، إنها كانت رحلة شاقة بالنسبة له، حيث كان يقيم مع أسرته بقرية بعيدة عن المدينة التى يتم إطلاق المدفع بها، وكانت الحياة صعبة جدا ونادرا ما يجد مواصلات سواء فى الذهاب للمدينة أو فى العودة لمنزله، ويضيف أنه كان يأخذ وجبة الأكل من منزله من الساعة الثالثة ظهرا ويتجه ليجد وسيلة مواصلات للذهاب للمدينة لأداء مهمته، وكان فى الغالب الوجبة تصبح غير صالحة لشدة الحرارة فى الواحات وكان أحيانا يظل بدون وجبات أكل حتى يعود مرة أخرى للمنزل، ويقدم الحاج يوسف الشكر للسيدة أم محمد زوجته لأنها تحملت العبء الأكبر مع اولاده السبعة وظلت طوال حياتها تتناول طعام افطار رمضان بمفردها مع الأولاد، وأن أم محمد لا تزال تحضر لى الأحفاد ليقوموا بالذهاب معى للمسجد كل يوم من بعد العصر لنظل بالمسجد حتى أقوم بالأذان للمغرب ليفطر الصائمون، وهى عادة سعيدة بالنسبة لى لإفطار الصائمين وسأظل بها حتى لقاء المولى عز وجل. ويضيف أنه فقد السمع بأذنه اليسرى من صوت مدفع الإفطار، وكان يأمل فى أنه عقب خروجه لسن المعاش بأن يسأل عنه أحد أو حتى يكرمة فى أى مناسبة تقام بالمحافظة، لكنة راض تماما عن اداء رسالتة لانها كانت خدمة ملموسة ، كانت فى توقيت كان سكان الواحة ليس لهم مصدر لميعاد افطار رمضان خلاف المدفع، وهو ما جعله معروفا تقريبا من جموع سكان المدينة والجميع يشاهدونه فى الشارع ويرحبون به وينادون عليه «يوسف ابو شنب بتاع مدفع الافطار». وعن ذكرياته مع مدفع افطار رمضان ، قال الحاج يوسف إن مدفع الافطار غير موجود حاليا والدنيا تطورت، وأنه مازال يتذكر أحد الأشخاص واسمه جلال وكان يسكن بالقرب من خيمة اطلاق المدفع وكان بين الحين والآخر يأتى له ولطقم المدفع ويحضر مياها للشرب والتمر، ويستكمل بأنه لم ينس يوما اشتعلت فيه الخيمة التى تؤويهم من «هبو» نيران المدفع، واختتم كلامه بانه رغم كل المشاق التى مر بها لكنه سعيد لان الله عوضه بالخير الوفير فى صحته وأولاده وبناته، حيث انتهى من زفاف كل أبنائه السبعة ويعيش مع احفاده حالياً.