لمواكبة التطور العلمى والتكنولوجى واحتياجات سوق العمل، ستقوم الجامعات خلال الفترة المقبلة بإتاحة المناهج الدراسية للطلاب إلكترونيا، ولن تكون هناك حاجة إلى الكتاب الجامعى الورقى مع بداية العام الدراسى الجديد 2019-2020. يقول الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، إنه يوجد بكل كلية بالجامعة مناهج إلكترونية، ونحن بصدد تعميمها على الكليات متوسطة العدد مثل الحاسبات والمعلومات، والسياحة والفنادق، والجامعة بها 23 كلية، يتم الاعتماد على المناهج الإلكترونية فى 15 كلية، والتعميم سوف يتم تطبيقه على كل كليات الجامعة خلال عامين، وبحلول عام 2021 سيتم إلغاء الكتاب الورقي، مشيرا إلى أن بعض البرامج الخاصة بالكليات مقرراتها متاحة إلكترونيا فقط، وبعض البرامج الخاصة تتاح المقررات الدراسية بها ورقيا وإلكترونيا. ويكشف نجم عن أن الجامعة تعمل على الاتجاه تدريجيا لأن تكون المناهج والمقررات بالكليات لها بعد إلكتروني، وأنه لن تكون هناك حاجة إلى الكتاب الجامعى فى شكله الورقى فى حالة إتاحة المقررات بالكامل إلكترونيا. والأمر لا يختلف كثيرا فى جامعة عين شمس، حيث تقول الدكتورة منى فؤاد، عميدة كلية الألسن: نقوم بإعادة النظر فى التقويم والامتحانات الورقية وتحويل المناهج إلى إلكترونية. وتضيف: كان طلاب الفرقة الأولى يدرسون منهج الحاسب الآلى بالنظام الورقي، ويتم عمل محاضرات لهذه المادة، ونجحت الدكتورة إلهام بدر، مدير وحدة التعليم الإلكترونى بالكلية، فى تحويل هذه المادة إلى الشكل الإلكترونى كأول مادة تم الانتهاء من ميكنتها بالكلية، فيقوم الطلاب بدراستها من خلال الكمبيوتر، ويتم الامتحان بها إلكترونيا. كما يمكن للطالب أن يمتحن المادة بالمنزل دون معاناة أو حضور إلى الكلية، فى خلال وقت محدد للانتهاء من إجابة الامتحان، وتم تجربته على عدد محدود من الطلاب، وهم الطلاب الراسبون فى مادة الحاسب الآلي، وتعامل الطلاب بمنتهى السهولة مع الامتحان الإلكتروني، وعلموا بنتيجة الاختبار عقب انتهائه، ويعد هذا الامتحان مثل امتحانات «I C D L»، واعتبارا من العام الدراسى المقبل 2019 /2020 سيتم تطبيقه على جميع طلاب الفرقة الأولي. وتشير عميدة كلية الألسن كذلك إلى أنهم بصدد تحويل مقرر اللغة الأجنبية الثانية إلى إلكترونية، لأن عدد الطلاب الذين يدرسون المادة أكثر من 11 ألف طالب وطالبة، وبسبب زيادة العدد سيتم ترحيل مواعيد محاضراتها إلى فترات مسائية، ولذلك تسعى الكلية إلى تحويلها لإلكتروني، لتتيح للطلاب الوقت الكافى للاستذكار، وكذلك عدم التكدس بالكلية. وتؤكد الدكتورة سلوى رشاد، وكيل كلية الألسن لشئون الدراسات العليا والبحوث بجامعة عين شمس، أن توجهات وقرارات الدولة الآن تلزم بتفعيل النظام الإلكترونى للاختبارات وتصحيحها، لذلك حرص قطاع الدراسات العليا والبحوث بكلية الألسن على تطوير المعامل وفق أحدث الأنظمة التكنولوجية فى العالم، وبالفعل تم تحديث معمل الترجمة الفورية بالكلية، ويجرى اتخاذ ما يلزم لتطوير معمل آخر. من جانبها، تؤكد الدكتورة إلهام بدر، التى تعمل مدرسا للغة العبرية وآدابها بجانب إدارتها وحدة الاختبارات الإلكترونية، أنه لا عودة للوراء لجيل طلاب «التابلت»، وهو ما يضعنا أمام تحد جديد هو أنه لا يوجد سوى عامين فقط أمام أعضاء هيئة التدريس لإتقان إجراء الاختبارات الإلكترونية وتصحيحها إلكترونيا، مشيرة إلى أهمية تفعيل «الإيميل» الجامعى الرسمى الذى توفره الجامعة لعضو هيئة التدريس والطالب، وما يتمتع به من خدمات وبرمجيات مجانية تسهم فى تطوير التعليم الإلكترونى واللحاق بركب الدول المتقدمة تعليميا. وتقول الدكتورة نجوى بدر، عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، إنه بداية من العام المقبل سيتم استبدال الكتب الدراسية الورقية، وإتاحة المناهج الدراسية إلكترونيا للطلاب. ويؤكد بعض رؤساء الجامعات الاتجاه لإتاحة المناهج الدراسية إلكترونيا، سواء من خلال طباعة المقررات الدراسية على «cd» وتوزيعها على الطلاب، أو إتاحة المناهج على مواقع الكليات، وذلك لمواكبة التطوير وتعليم الطلاب على الدراسة إلكترونيا. وتواصلت بعض الجامعات مع شركات عالمية لتحويل المناهج الدراسية بالكليات العملية إلى مناهج تفاعلية يتم إتاحتها إلكترونيا، وسيتم تحويل مناهج الكليات النظرية أولا، ثم تحويل مناهج الكليات العملية إلكترونيا بالمرحلة التالية.