موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هشام عزمى: ذاكرة الرواد أحدث مشروعات «دار الكتب»..
«الكتبخانة» سلاح ثقافى يواجه الإرهاب مكتبات متنقلة بالتعاون مع «الإنتاج الحربى»
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 05 - 2019

تظل الثقافة قوة مصر الأكثر فتكا فى مواجهة جحافل التخلف وشعاع النور القادر على هزيمة قوافل الرجعية والظلام.
من هنا تأتى أهمية إعادة افتتاح أكبر وأقدم مكتبة وطنية فى الشرق الأوسط بباب الخلق «دار الكتب» بمثابة صفعة على وجه الإرهاب الأسود والذى كان السبب فى إلحاق الدمار بها وإعادة ترميمها فلم يقف المصريون ومحبو التراث العربى الإسلامى مكتوفى الأيدى عقب حادث التفجير الإرهابى الذى استهدف مديرية الأمن والتى تقع فى مواجهة دار الكتب ومتحف الفن الإسلامى فى الرابع والعشرين من يناير عام 2014 فقد واجهت دار الكتب تحدياً بالغ الصعوبة انتهى من خلال ملحمة حب وتفان لمصر وتراثها الإنسانى التاريخى الوثائقي, ليتم إعادة افتتاح « الكتبخانة» فى مشهد حضارى عظيم يعكس تشعب جذور الثقافة داخل شعوبنا ويؤكد أن الثقافة دائماً هى الحل, لمواجهة التطرف الفكرى الذى هو السبب الرئيسى للإرهاب بكل أشكاله أنه لن يستطيع طمس معالم تاريخنا وتراثنا وهويتنا.
ومن خلال السطور القادمة وفى حوار مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية دكتور هشام عزمى يتحدث عن مشروعات الهيئة والدور الثقافى الذى تلعبه لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى والآليات المتوفرة للمواجهة...
...................
فى البداية ما هو دور وأهمية «المكتبة الوطنية» والدور الثقافى لها؟
من أهم أدوار المكتبة الوطنية مهمة التعريف بالإنتاج, وهو أن تعد ما يسمى بالبيبلوجرافية الوطنية أى التعريف بما صدر داخل مصر خلال عام وذلك تبعاً للقانون وهناك بعض التجاوزات من بعض الناشرين من حيث التقصير من جانبهم والتجاوزات بألا يودعوا ما قاموا بنشره, حيث تبعاً لقانون الإيداع يجب أن يتم إيداع المكتبة الوطنية كل ما يصدر من دور النشر جميعاً.
متى تم إنشاء «المكتبة الوطنية ومراحل إنشائها؟
تعد «الكتبخانة « أهم المشروعات الثقافية التى شيدها الخديو إسماعيل عقب اقتراح من على باشا مبارك الذى كان «ناظر المعارف وقتها» فأصدر أوامره بجمع المخطوطات والكتب التى كانت وقفاً على المساجد ومعاهد العلم ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة تكون قبلة الباحثين من جميع أنحاء العالم.
ما هو دور المراكز العلمية داخل المكتبة الوطنية فى ظل التقدم الرقمى والتكنولوجى الحالى؟
يندرج داخل المكتبة الوطنية خمسة مراكز علمية تقوم بدور شامل وعلى نطاق واسع، هناك مركز البحوث وأدب الطفل، مركز تاريخ مصر المعاصر، مركز تحقيق القدرات، مركز الترميم، مركز الحاسب الآلى، وتعنى المراكز العلمية باختصار...بإقامة نشاط بحثى ينتج عنه إصدارات الدار معظم الإصدارات إن لم يكن كلها، سواء فى شكل كتب أو دوريات تصدر عن المراكز العلمية السابق ذكرها.
بالإضافة إلى إسهامهم فى تنظيم الندوات والمؤتمرات فهناك اللجان العلمية حيث تسير الأمور وفق نظام علمى يضمن الكفاءة سواء فيما يتعلق بالأنشطة أو الدوريات الصادرة.
كيف يتم الحفاظ على الإنتاج الفكرى الثقافى المصرى وهل تنجح الكتبخانة فى ذلك؟
إن المكونين الرئيسيين للهيئة هما دار الكتب ودار الوثائق، حيث تعد دار الكتب هى المكتبة الوطنية للدولة فمهمتها الأساسية هى الحفاظ على تراث وتاريخ مصر ممثلاً فى الإنتاج الفكري,الذى يصدر داخل الوطن ويقصد به، كل الكتب و الدوريات والمطبوعات,ومن خلال قانون الإيداع كل ما يصدر فى الدولة تودع منه عدد من النسخ فى المكتبة الوطنية»دار الكتب» حوالى خمس نسخ كانت فى السابق عشر نسخ ولكن قللنا عدد النسخ إلى خمس فقط، الشهر الماضى من كل كتاب يصدر، حتى نضمن أن كل ما يصدر داخل الدولة يوجد نسخ منه داخل المكتبة الوطنية للحفظ.
ما الفرق بين مقر دار الكتب «باب الخلق» التراثى ومقرها الحديث وهل هناك اختلاف فى المقتنيات الأثرية؟
المبنى الأثرى التاريخى فى باب الخلق الذى أعيد افتتاحه مؤخراً هو المقر الأول المخصص لدار الكتب لأنه كان المبنى الأول الذى صمم خصيصاً ليكون الكتبخانة، منذ عام 1904 حتى 1974وحتى إنشاء مبنى جديد لها وهو المقر الحالى على كورنيش النيل بعد أن ضاقت بمقتنياتها وظل مقر باب الخلق مغلقا لمدة 25عاماً بعد أن تم نقل مقتنيات باب الخلق إلى المقر الجديد، حتى أعيدت فكرة افتتاحه وترميمه فى منتصف التسعينيات ليعود له دوره التاريخى مجدداً كذاكرة للوطن، حيث ارتاده الباحثون من داخل الوطن العربى وخارجه من العالم أجمع لذلك كانت إعادة افتتاحه بمثابة ذكريات يتم استعادتها لأنه المقر الأساسى للمكتبة الوطنية.
ما هى أحدث التطويرات التى أدخلت على الدار بعد الهجوم الإرهابى الذى طالها منذ سنوات؟
تقوم دار الكتب بباب الخلق بدور كبير وجديد تم استحداثه بعد إعادة الافتتاح حيث تم استحداث وتطوير العرض المتحفى بأحدث مواصفات ومعايير عالمية، فقد كان من المحاسن القليلة للاعتداء الذى تعرضت له الدار، فالنفع هنا أن أشياء كثيرة تم تطويرها نتيجة الدمار الذى لحق بالمبنى فتم إعادة تقديمها بشكل حديث وتخضع لمنظومات عالمية.
وبالحديث عن التطويرات, أهمها تطوير العرض المتحفى الذى تشتهر به الدار، حيث يحتوى على مجموعة كبيرة من المقتنيات النادرة سواء فى أدوات الكتابة أو المواد المستخدمة فى الكتابة, مثل البدايات الأولى للبردى وحتى العصر الحالى ومجموعة نادرة من المصاحف من العصر المملوكى.
وذلك سيمثل ركيزة أساسية فى نشاط باب الخلق، فالفكرة تتمثل فى أن المقتنيات المعروضة سوف يتم تغييرها بصفة دورية كل عدة أشهر حيث يتم عرض مجموعة ثم يتم استبدال مجموعة أخرى بها كى يتسنى للباحثين عر ض أكبر مجموعة ممكنة لهم وللدارسين والمهتمين ولا تكون المجموعة قاصرة ومحددة، فنحن نمتلك رصيدا كبيرا من المخطوطات والمصاحف يجب ألا يظل حبيساً للأدراج لأنه الفكرة الأساسية هنا عملية العرض والتعريف فهى مهمة جداً..
ما هو عدد فروع المكتبة الوطنية؟
المكتبة الوطنية لها أكثر من عشرين فرعا فى القاهرة الكبرى والجيزة وداخل الأندية وهناك حالياً اهتمام كبير يتم لتطوير منظومة المكتبات الفرعية حالياً وهى من أكثر الأشياء التى يتم التركيز عليها فى الخطة الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.
أين الصعيد وسيناء وبقية النطاق الجغرافى لمصر من دائرة اهتمام دار الكتب؟
بالطبع يجب أن يكون لدار الكتب امتداد جغرافى يغطى كافة الجمهورية وليس فقط القاهرة فالصعيد وسيناء بحاجة لذلك, ولكن دعينى أقول إن الهدف الأساسى متوفر وهو نشر المنتج الثقافى وقد يتوافر من خلال أذرع أخرى وليس دار الكتب فقط, على سبيل المثال قصور الثقافة التابعة أيضاً لوزارة الثقافة منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية فالفكرة هى فى الوصول للجمهور وتحقيق العدالة الثقافية فقصور الثقافة لها اتساع جغرافى كبير جدا، حيث إنه ليس من دورنا التواجد فى كل منطقة أو محافظة لكن على الأقل نحاول استغلال هذا الانتشار لقصور الثقافة فيكون هناك تواجد لإصدارات دار الكتب داخل مكتبات قصور الثقافة ومتاحة من خلالها حتى يتيسر إيجاد مقار لنا، فهو موضوع ليس بالهين حيث يحتاج إلى أرض ومقر وبناء، فنحاول استغلال الوقت ونقوم بالتعريف بإصداراتنا من خلال قصور الثقافة ولكن سوف نقوم بالخروج للمراكز الرئيسية على الأقل، مثل خط القنال الصعيد وسيناء قريباً.
هل يمكن للمكتبات المتنقلة القيام بدور الانتشار وتطوير الفكرة؟
فى إطار ضرورة انتشار دار الكتب لتحقيق العدالة الثقافية يمكن للمكتبات المتنقلة القيام بهذا الدور حاليا، فهى عبارة عن سيارة تحمل مجموعة من الكتب وتجوب الأحياء لتقدم خدمة معرفية للقاطنين فى هذه الأحياء وكانت تتمركز لمدة محددة فى تلك المناطق وبالفعل متوفر منها عدة مكتبات متنقلة إحداها فى منطقة الجيزة أمام حديقة الحيوان وأخرى فى الطريق الدائرى، ولكن عددهم غير كاف بالمرة لذلك سوف يتم بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى صناعة سيارات لزيادة انتشار المكتبات المتنقلة ولكن لن يكون مقصورا على حملها للكتب فقط ولكن سوف تكون متعددة الأغراض حيث نستطيع تقديم منتج ثقافى متنوع ومختلف إلى قطاعات الجماهير ستشمل تلك السيارات شاشات تليفزيون لعروض أفلام وأوبرا والمنتج الثقافى الخاص بالمسرح وقطاع السينما، وقد تحمل لوحات من قطاع الفنون التشكيلية بالإضافة لكتب من الهيئة العامة للكتاب للبيع وكتب من دار الكتب للقراءة وحتى عقد ندوات ومحاضرات، فالفكرة قد تتسع لتشمل أشياء وأفكار كثيرة ومتعددة، ولا تقتصر على منتج واحد فهى سيارة متعددة الأغراض وكأن وزارة الثقافة بكاملها تتحرك للوصول لهذه التجمعات كل من يرغب فى شيء ثقافى سيجده.
والمشروع سيتم الانتهاء منه قريباً فقد بدأت خطوات تنفيذه بالفعل بجهد مشكور من وزارة الإنتاج الحربى.
ما هى المشروعات الأخرى التى تنفذها هيئة دار الكتب لتطوير المحتوى الثقافى فى مصر؟
تنفذ الهيئة حالياً مشروع الرقمنة لدار الكتب لما له من أهمية حالية فالعالم يعيش مرحلة مختلفة، فكان المنتج المعلوماتى المعرفى يتاح من خلال وسائط بأشكال معينة مثل الورق، شرائط فيديو, شرائط كاسيت فالوسائط المعرفية لم تعد ورقية فقط.
ولكن النقلة التى تحدث حالياً تحويل تلك الوسائط إلى شكل رقمى وهناك قطاعات تم فيها ذلك بالفعل ولكن فى دار الكتب بالتحديد مشروع الرقمنة ركز على المخطوطات بشكل خاص لأنها المكون الأساسى لدار الكتب فنحن نملك عدداً هائلاً يقترب من 60000مخطوط وهذا رقم مميز بالطبع إذ بدأنا بالمخطوطات والدوريات، فدار الكتب تشارك فى مشروع ضخم للمحتوى الثقافى لمصر من خلال بوابة تحمل المحتوى الرقمى لكل وزارة الثقافة بكل أركانها.
وهناك مشروعات تطوير داخلية، حيث سيتم قريباً خلال أسابيع افتتاح قاعة الاطلاع الرئيسية بدار الكتب ومشروعات رقمنة ومتابعة المخطوطات التى فقدناها خارجا.
وهناك أيضاً, مشروع بصدد البدء فيه وهو عن ذاكرة الرواد عبارة عن توثيق حى بالصوت والصورة للرواد فى المجالات المختلفة، الزراعة والطب والهندسة والرياضة والفن.
سوف يتم تسجيل لقاءات مصورة مع هؤلاء الرواد لتوثيق شهاداتهم وخبرتهم فى مجالاتهم وتخصصاتهم والترحيب باقتناء أشياء خاصة لأناس ذوى حيثية فى المجتمع، فقريباً سوف يعلن عن مجموعة خاصة لإحدى الشخصيات الفنية الهامة وإنشاء مكتبة خاصة بمقتنياته وهو مخرج كبير راحل سوف يتم الإعلان عن اسمه قريباً فى مؤتمر صحفى ونجله أهدانا كل مقتنياته، ليكونوا شهودا على العصر فالمكتبة الوطنية لها دور كبير فى الحفاظ على التراث وتاريخ هذا الوطن وليس فقط مجرد مخزن للكتب أو مستودع للكتب فقط ولكن دور المكتبة الوطنية هو محاولة رصد وتنظيم وإتاحة كل أشكال الإنتاج الفكري, ويبلور دورها فى توثيق الإنتاج الفكرى لهذا الوطن وهذا المشروع يحقق فى نهايته وجود مكتبة كاملة بالمبدعين على الموقع الإلكترونى لدار الكتب الذى يتم تطويره حالياً.
فسوف ننتقى شخصيات لها ثقلها فلا يجب أن ننتظر مغادرة الأحياء حتى يتم الحديث عنهم فيجب تعريف الأجيال الجديدة بهم وبالتجارب الحياتية الخاصة بهم وهم على قيد الحياة ومنهم مباشرة.
ما هو دور المكتبة الوطنية فى توثيق الانتماء الثقافى لدى الأجيال الجديدة؟
إذا كنا نتحدث عن مشكلة الانتماء ونلوم الأجيال الجديدة على فقدهم لهويتهم أو انتمائهم فحل تلك المشكلة لن يأتى بطريقة مباشرة أو من خلال محاضرات وإنما من خلال رسائل غير مباشرة بطرق مختلفة تجعلهم يشعرون بقيمة وقدر الوطن الذى ينتمون إليه، لأننا فى الفترة الأخيرة مررنا ببعض «اللخبطة» فى المفاهيم والأفكار لدى الشباب من خلال نظرتهم للوطن على أنه إنسان آخر مثله وينتظر منه العطاء الذى قدمه له ويريد المقابل وكأن الوطن صديق أو ابن عم أو خال ولكن مفهوم المواطنة لا يقاس بتلك الطريقة.
وهنا يأتى دور الثقافة الأهم باختلاف منتجاتها واختلاف قطاعاتها وعندما يرى الشباب ويسمع شهادات الرواد وما حققوه من خلال تجارب ثرية فنحن نعلم ونوجه ونوثق من خلال شهادات على العصر من تخصصات مختلفة، فنحن نفتقد فى مصر الشهادات الشفوية أى التوثيق من خلال الأحياء فإذا كان هناك فرصة للحاق بتلك الشخصيات واستغلال وجودهم لتوثيق تلك التجارب الناجحة وهذا مشروع من المشروعات الهامة جدا ذاكرة الرواد.
هل تأثر دور مصر الثقافى بما مرت به خلال السنوات الأخيرة؟
أى دولة كانت تعرضت لما تعرضت له مصر كان المصير سوف يكون أسوأ بكثير ولكن الرصيد الذى نتحدث عنه هو ما يبقيها صامدة والضرر يكون أقل ما يمكن إن افتتاح دار الكتب هو رسالة قوية موجهة للإرهاب بأنه لن تتوقف المعرفة والثقافة, وخلال السنوات التى تلت الحادث الإرهابى الجبان الذى استهدف مديرية الأمن وبالتالى لحق الضرر بدار الكتب ومتحف الفن الإسلامى لقربهما من موقع الحادث لم تتوقف دار الكتب بباب الخلق عن تقديم خدماتها حتى يوم افتتاحها ولم تفقد الدار أى مقتنيات الضرر كله كان فى المبنى فقط.
هل هناك مقتنيات فقدت على مدار تاريخ دار الكتب؟
هناك بعض المخطوطات التى فقدت بالطبع سواء بالتلف أو الضياع لأسباب كثيرة ولكن هناك مركز الترميم الذى من مهامه القيام بعمليات الصيانة والحفظ والترميم للمقتنيات وليس فقط المخطوطات فهناك, الكتب النادرة وأوائل المطبوعات ودوريات ورصيد كبير من المقتنيات الهامة وكل ذلك يحتاج بالطبع كل فترة إلى الصيانة وهناك أشياء فقدت وخرجت خارج الدار وخارج البلد ولا نعرف كيف خرجت.
ما هى الخطوات التى تتم للحفاظ على مقتنيات دار الكتب وخاصة بعد استعادة مخطوطين نادرين قبل بيعهما بمزاد فى لندن؟
قبل أن أتحدث عن استعادة المخطوطات يجب أن أؤكد على الهدف الأهم وهو تأمين وحماية ما هو موجود لكى لا يتكرر فقدان أى شيء نحتاج لاستعادته مرة أخرى، فقد تمت نقلتان لدار الكتب لمقرات جديدة لها إحداهما عام 1904 لمقر باب الخلق والأخرى عام 1974 للمقر الحالى بكورنيش النيل، فمن الوارد جداً أثناء الانتقال لمقراتها الجديدة فقدت بعض المقتنيات ولكن الآن هناك إجراءات مشددة للحفاظ على المقتنيات الموجودة وفى سابقة من تاريخ مصر لم تحدث من قبل باستعادة مخطوطات خرجت خارج البلاد بالمفاوضات دون معاهدات وإيقاف البيع وتلك أهم خطوة, فكل التجارب السابقة كانت تقف عند وقف البيع فقط ولا تسترد بل تظل فى الخارج معروضة ولكن دون بيعها.
فبدأت خطوات الاسترداد بمفاوضات مع صالة البيع هناك وتجهيز ملف كامل بمحاضر ومستندات تثبت ملكيتنا للمخطوط حتى الوصول لمرحلة إيقاف البيع حتى الوصول لمرحلة الحديث والمفاوضات مع الحائز وأشدد على أنه حائز وليس مالكاً فنحن المالكون وبعد مفاوضات استمرت شهورا نجحنا فى استعادة المخطوط وبعد أشهر قليلة تكرر نفس السيناريو مع صالة مزادات أخرى فى لندن نجحنا بنفس الخطوات فى استرداد المخطوط وإعادته لدار الكتب ولكن بقدر مشقة العملية فهى ممتعة عند وصولك لنتيجة ناجحة ومبهرة وبذلك تكون دار الكتب وضعت لها إطارا معينا ومحددا، من خلال إعادة الأمور إلى نصابها فى المجتمع الثقافى المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.