المقهى فى مصر له تاريخ ورمز وشاهد على حضارة أثرت الحياة الأدبية والثقافية والسياسية والفنية أيضا.. لكن حال المقهى تغير وأصبح مكاناً لقضاء الوقت وليس مكاناً يصنع المستقبل ويسجل الأحداث، وتحولت المقاهى إلى مكان للهو مثل لعب الطاولة والدومينو والبلياردو ومشاهدة التليفزيون بفضائياته المتعددة خاصة فى شهر رمضان واستضافة فرق للطرب لمقاهى شهيرة اكتسبت الشهرة من الأحداث التى شهدتها وأيضاً ممن جلسوا عليها من رواد السياسة والفكر والثقافة والفن وأصبح وراء كل مقهى حكاية وحكاية. ويقول إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب بدأ تاريخ المقاهى فى مصر أواخر عصر المماليك ومع دخول (البن) إلى مصر الذى عرف بعد ذلك بمشروب القهوة..وأقيمت المقاهى فى أول عهدها بعيداً عن الأحياء السكنية وبعيداً عن أعين رجال الدين الذين كانوا يرفضون شرب القهوة، وبعد فترة لم يقتصر المقهى على تقديم القهوة فحسب، وقدم إلى رواده بجانب القهوة والشاى والحلبة والنرجيلة (الشيشة). ومع قيام النهضة الحديثة فى أواخر القرن التاسع عشر أصبح للمقهى دوره الاجتماعى والاقتصادى وبعد رواج تجارة القطن فى مصر كان المقهى ملتقى التجار ومكاناً لعقد الصفقات وأطلق حينئذ عليه اسم (البورصة) وعندما جمع رجال الفكر والأدب والسياسة سمي (بالحاوي).