المسبحة أو «السبحة» نقلها المسلمون عن الشعوب الأخرى كوسيلة لضبط التسبيح، وهناك شعوب استخدمت المسبحة زينة وتعويذة لإبعاد الأرواح الشريرة بحسب اعتقادهم، وصنعوها من الكوك ظناً أنه خشب سفينة سيدنا نوح عليه السلام. ويقول إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب إن السبحة عرفها اليهود والهندوس والبوذيون والمسيحيون واستخدمها الرهبان فى صلواتهم وعند الأرثوذكس مؤلفة من مائة حبة وعند الهندوس بين 32 و64 حبة، وعند السيخ 27 حبة وتوضع فى المعصم على شكل سوار. وفى صدر الإسلام تم التسبيح على نوى البلح والحصي، وعندما اختلط العرب بشعوب البلاد الأخرى عرفوا الأحجار الكريمة واستخدموها فى صناعة القلائد والأختام والمسابح. وكلمة السبحة أو المسبحة كما تنطق فى بعض الأقطار العربية مشتقة من كلمة التسبيح لله عز وجل، ومع انتشار الطرق الصوفية بعد العصر العباسى انتشرت السبح التى استخدمها الدراويش للتبرك وكانت علامة من علامة الزى عندهم، وصنعوها فى البداية من العظم أو العاج أو الزجاج أو القواقع، وظهرت خامات جديدة وأشكال متباينة وظلت ساحة المشهد الحسينى مستأثرة باحتضان تلك الصناعة لتكتمل المنظومة الروحية التى تعانقت فيها المآذن مع قبة المسجد الحسينى وشموخ الجامع الأزهر. ومن السبح أيضاً ما يصنع من الكهرمان أو المرجان أو الفيروز أو اليسر «المرجان الأسود».. بالإضافة إلى أخشاب الكوك والصندل والعود، وأرخص الأنواع من البلاستيك ومعظمها مستورد من الصين واليابان 00 وشكل الحبة دائرى أو برميلي، وقد تأخذ شكل الزيتونة أو الترمسة أو الشكل الأسطوانى وعدد الحبات إما 99 عدد أسماء الله الحسنى وإما السبحة المكونة من 33 حبة أو 100 حبة للأوراد مثل سبحان الله أو الله أكبر. وهناك أنواع تم استحداثها فى السعودية وباكستان عدد الحبات فيها 37 أو 45 أو 66 ، ومعظم خامات تصنيع السبحة مرتفعة الأسعار خصوصاً الصندل المستورد من الهند وأسعاره غالية لاستخدامه هناك لحرق جثث الموتى ، وهناك الكهرمان أو صمغ الأشجار على سواحل بولندا وخام اليسر من الصين وإندونيسيا. والخامات المحلية البوليستر الصناعى بكافة ألوانه التى تصل إلى ألف لون بالإضافة إلى أخشاب الزيتون، وهناك أنواع من السبح التى تصنع من الذهب أو الفضة أو الأبلاتين، وتلك الأنواع محدودة الطلب عليها لارتفاع سعرها، وهناك بعض السبح التى تصنع خصيصاً بالطلب والرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» اعتاد استقدام مجموعة من السبح الفريدة لتقديمها هدايا لضيوف الدولة كما أن العرب يطلبون أنواعاً من السبح غير التقليدية من سن الفيل أو عظام الجمل أو الياقوت أو الصدف. وخامات السبح تأتى على شكل عصى أو كتل أو بلاط أو أسطوانات دائرية ويتم التقطيع بمقاسات معينة لتكوين حبات متماثلة الحجم.