اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بضرورة الحفاظ على البيئة ومواجهة تلوثها وصيانة الموارد وحمايتها من أجل الأجيال التالية، فموارد الأرض وديمومتها وصيانتها هى الأمانة التى حملها الله للإنسان وعرضها على الجبال فأبين أن يحملنها وقبل الإنسان أن يحملها ولكنه أساء التصرف إليها ولم يحافظ عليها، مما جعلها تعرضه لكل أنواع الويلات وتسقيه كل أنواع السموم من جراء عمله. وفى شهر رمضان الكريم شهر العبادات والتقرب الى الله ينبغى على الإنسان أن يتذكر أنه قيم على البيئة وأنه يجب أن يحسن إليها وأن نطبق تعاليم الله سبحانه وتعالى بعدم الإفساد فى الارض بعد إصلاحها، وأن نأكل ونشرب دون إسراف، وأن نحافظ على الماء والغذاء، وان نحافظ على التوازن البيئى فهو القائل (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شىء موزون) لقد شرح الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم سيرة البيئة ودورة الحياة على الأرض، وهذه المنظومة نحن مطالبون بالتدبر فيها والإحسان إليها بعدم اتخاذ أى عمل يدمرها أو يلوثها، ولكننا بدلا من ذلك استهلكناها وألقينا فيها مخلفاتنا الضارة والسامة، فلم نحصد إلا الأمراض وكأننا اخترنا شهر العبادة لكى نسرف فى التهام الطعام والشراب ونسرف فى استخدام الطاقة و فى إصدار الضوضاء، وكذلك تتضمن مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم ان تقيم المحال السرادقات التى تسد الطرق وتحول دون انسياب حركة المرور وتعطل الناس عن أعمالهم، وأن تتوسع المقاهى فى مد جلسات تدخين الشيشة التى تلوث الهواء أسفل المساكن وتضايق الكثير من الناس، فأحرى بنا فى هذا الشهر الكريم أن نصوم عن التلوث، وأن نكف عن إيذاء وتلويث حياة الآخرين. لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم