انظروا إلى نبع الصخور لمّاعاً من الإبتهاج كَوَمضاتِ النجوم ومن فوق الغيوم ملائكة أخيار تغذى عنفوانه بين الصّخور فى الأدغال بحيويّة فتى يافع يَثِبُ بخِفّةٍ خارجَ الغيمة وعلى الصّخور المرمر فى الأسفل يبتهل كَرّةً أخري إلى السّماء عَبرَ الممرّات على القِمم يلاحق الصَّوانَ الملوّنَ بسرعة وبخطوة قائد سابقٍ لأوانهِ يكتسح اخوتَه الجداولَ ويجرفها قُدُماً معه ومن تحتُ، فى الوادي تنبت الأزهارُ تحت قدمه وتدبّ ُ فى المَرج الحياةُ من نَفَسه ولكنْ لا يوقفه وادٍ ظليل ولا أزهارٌ تلك التى تُطَوِّق رُكبتَه مُبتَسِمةً بأعينٍ ملؤها الحبّ ينطلق انسيابُه نحو السّهل مُتَعرِّجاً كأفعوان ترتبط الجداول به مرافقة. والآنَ ينبعث فى السّهل كالفضَّة لمعاناً ويلمع السَّهلُ معه والأنهارُ من السّهل والجداولُ من الجِّبال تهلِّلُ وتصيح: يا أخانا يا أخانا، خذ اخوتَك معك معك إلى أبيك الأزلي إلى المحيط الأبدي الذى ينتظرنا بأذرع ممدودة التى، آه، تمتد دون جدوي لتحتضنَ المتشوِّقين إليه؛ لأنَّ الرملَ الجَّشِعَ فى الصَّحراء المقفرة يفترسُنا، والشّمسَ فى الأعالي تمتصّ ُدماءنا؛ وتلاً يطوَّقنا ويحوَّلنا إلى مُستنقَع! يا أخانا خُذِ الاخوةَ من السَّهل خُذِ الاخوةَ من الجبال معك، إلى أبيك معك تعالوا كلّكمْ ويمتلئ الآن جلالاً أكثرَ؛ عشيرةٌ بأكملها تحمل الأميرَ عَليّا وفى تدفّقِ مسيرته الظافرة يُعطى البلدانَ أسماءَها، والمدن تُصبِحُ تحت موطئ قدمه ومن دون توقّفٍ يزأر مندفعاً تاركاً قِممَ الأبراج المتوهِّجة البيوتَ المَرمريّةَ، وإنتاجَه الوَفْرَ، وراءه بعيداً يحمل الأطلسُ بيوتَ خشبِ الأرز على أكتافه الضّخمة وآلافُ البيارق الخفّاقة المُرَفرفة عَبْرَ النّسائم فوقَ رأسِه إشاراتُ عَظَمَتِه وكذا يحمل اخوتَه كنوزَه، أطفالَه هاتفاً بابتهاج، إلى قلب خالقه الذى ينتظره