شاهدت حلقة فى برنامج تليفزيونى عن «لصوص العقول».. فتذكرت قصة كنت قد قرأتها منذ سنوات تدور حول هذا المعنى تقول إن أحد الأشخاص كان يمتلك «خروفا» وحينما أراد بيعه أوقعه حظه العاثر فى أربعة من اللصوص كانوا يراقبونه واتفقوا فيما بينهم على سرقة هذا الخروف بأسلوب «غير تقليدى» وبتفكير «خارج الصندوق» فتقاسموا الجلوس فى عدة أماكن على جانب الطريق.. ومر صاحب الخروف أمام اللص الأول وألقى عليه السلام فرد اللص السلام وسأله: لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟! فالتفت نحوه وقال له: هذا ليس كلبا إنه خروف سأذهب لبيعه فى السوق، ثم تركه وأكمل السير إلى أن ظهر أمامه اللص الثانى وسأله نفس السؤال فرد عليه بنفس الإجابة ولكن الشك بدأ يتسرب إلى قلبه فأخذ يتحسس الخروف ليتأكد هل هو كلب فعلا.. وبعد مسافة التقى باللص الثالث الذى كرر عليه نفس الأسئلة السابقة فاندهش صاحب الخروف وزادت حيرته ونظر إلى اللص ثم انصرف دون أن يجيبه بكلمة لأنه بدأ يتأكد أنه يقود »كلبا« وليس «خروفا»، وبعد مسافة التقى باللص الرابع الذى قال له: ماذا حدث لعقلك تربط الكلب وتقوده خلفك؟!. هنا تأكد صاحب الخروف أنه يقود كلبا وليس خروفا فليس من المعقول أن يكون الأشخاص الأربعة كاذبين، ثم التفت إلى «اللص» وقال له اعذرنى لقد كنت فى عجلة من أمرى فاعتقدت أن هذا الكلب خروفا فربطته لأذهب به إلى السوق لأبيعه ولم يتبين لى أنه كلب إلا الآن ثم فك وثاق الخروف، وأطلق سراحه وعاد مستعجلا إلى بيته يبحث عن خروفه.. وفى هذه الأثناء كان اللصوص قد نفذوا خطتهم وباعوا الخروف فى السوق. انتهت القصة ولكنها تركت حقيقة مؤكدة وهى أن اللصوص قد سرقوا عقل الرجل قبل أن يسرقوا خروفه. لمزيد من مقالات أشرف مفيد