احتفلت محافظة دمياط بعيدها القومى أمس والذى يتزامن مع ذكرى انتصار شعبها العظيم على الحملة الصليبية فى معركة فارسكور وأسر لويس التاسع ملك فرنسا عام 1250م. وتخليدا لهذا اليوم العظيم وبما ان دمياط تتميز عن غيرها من المحافظات بكونها قلعة لصناعة الأثاث فى مصر والتى لا يوجد بقاموسها كلمة بطالة نتيجة حرفية المواطن الدمياطى الذى يشتهر فى كل أنحاء العالم بالمهارة النادرة فى تشكيل وحفر الخشب ليخرج من تحت يديه تحفة فنية يتمنى الجميع اقتناءها . وهذه الموهبة التى يتمتع بها أبناء دمياط لم تأت من فراغ فمنذ نعومة أظفارهم وهم يعرفون قيمة العمل والإنجاز فكل بيت فى محافظة دمياط تجده يتميز بحرفة او صنعة مميزة مثل صناعة الألبان والحلويات والصيد ، ولكن إستحواذ صناعة الأثاث على نصيب الأسد وسط هذه الصناعات جعلها الأكثر تميزا فى العالم وحقق سمعة ذائعة الصيت فى الأسواق التصديرية التى تتربع على عرشها، حيث تقدر الايدى العاملة بصناعة الاثاث بما يقرب من 300 ألف عامل وحرفى ، فى حرف متنوعة مرتبطة بالصناعة ، يعملون فى 100 ألف ورشة بأنحاء المحافظة. ونظرا لاهمية هذه الصناعة وعراقتها ونتيجة لحالة التراجع والركود التى شهدتها الأسواق بدمياط مؤخرا ؛ نتيجة زيادة التحديات أمام المنتج الصغير من حيث التصميم والتشطيب وتمويل جميع مراحل الانتاج، بلا أى مساعدة علمية حديثة ،بالاضافة الى ان غالبية الخامات أصبحت مستوردة والإكسسوارات المكملة، ويتحمل الصانع، بداية من النجار إلى »الأويمجي« إلى »الاسترجي« والمنجد و«المدهباتي« ، زيادات تكلفة الاسعار بعد إضافة أنواع الضرائب المختلفة ، حملت الورش الصغيرة أعباء كثيرة حتى تصل إلى معارض الموبيليا والبيع بالتجزئة ما جعل الدولة تقرر الأهتمام بالمحافظة وبهذه الصناعة الهامة من خلال إنشاء اول مدينة للأثاث بدمياط لدعم الصناعة ومضاعفة صادراتها . وينتظر الصناع حلم تشغيل مدينة الأثاث بدمياط قريبا والتى تعد أحد أهم المشروعات القومية فى مصر التى توليها القيادة السياسية اهتماما بالغا، ويهدف إلى إنشاء مدينة متكاملة ومتخصصة فى صناعة الأثاث وكل ما يتعلق به من حرف وصناعات صغيرة ومتوسطة وصناعات مغذية ومكملة لها، وتضم المدينة الجديدة 1500 ورشة لصغار الصناع وأراضى صناعية كاملة المرافق بمساحة إجمالية تبلغ 600 ألف متر مربع، وتشمل منطقة تجارية تسويقية تضم مركزا تجاريا لتسويق الأثاث يضم 400 معرض، وأرض معارض وفندقا 4 نجوم وفندقا آخر 3 نجوم ومركزا دوليا للمؤتمرات، وأيضا خدمات إدارية ومستشفى ومركزا تكنولوجيا ومعهدا فنيا للتصميم الحرفى وخدمات مكملة لها ، وقد استلم الصناع الحاجزون الورش كاملة المرافق منذ عدة أشهر ليبدأوا العمل بها، مع توافر الخدمات الكاملة وفرص تدريبية للصناع على استخدام أحدث النظم التكنولوجية ، فضلا عن إنشاء » محطة مدينة الأثاث« وخط سير للنقل الجماعى لربط المدينة بباقى المناطق الحيوية بالمحافظة ، والتى من المنتظر افتتاحها رسميا قريبا ليتحول حلم إنشاء أكبر مدينة متخصصة فى صناعة الأثاث فى الشرق الأوسط إلى حقيقة. ولم تتغافل الدولة فى التخطيط لمدينة الاثاث أهم العناصر التى تحتاجها الصناعة مع جودة المنتج وهو عنصر التسويق للمنتج حيث انه جار العمل بالمعرض المؤقت داخل المدينة والذى سيكون دوره تسويق منتجات الصناع لحين الانتهاء من المركز التجارى والذى تم توقيع بروتوكوله مع وزارة الإنتاج الحربى وجهاز تنمية المشروعات لفرش وحدات مشروع »بشائر الخير« 5٫3 بالاسكندرية بالأثاث الدمياطى، فضلا عن إقامة سلسلة معارض » صنع فى دمياط« بأرض المعارض بمدينة نصر ومعرض » فرنكس - دمياط« الذى تم إقامته بالتعاون المشترك مع جمعية المصدرين المصريين - إكسبولينك ووزارة التضامن الاجتماعى و شركة دمياط للاثاث.