حظيت محافظة دمياط بنصيب من المشروعات القومية العملاقة التي تشهدها مصر حالياً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تغير الخريطة الاقتصادية التقليدية لمصر وفتح أفاق جديدة للاستثمار وتوفير الآلاف من فرص العمل الجديدة , وكانت مدينة دمياط للأثاث هي الهدية الكبرى من الرئيس لأبناء محافظة دمياط حيث تعتبر المحافظة هي الأولى في انتاج الأثاث على مستوى الجمهورية اذ تنتج ما يقرب من ثلثي الانتاج وتحتل المرتبة الأولى في معدلات التصدير المصري الى الأسواق الخارجية. وقد جاء توقيت انشاء تلك المدينة العالمية في وقت شهدت فيه المحافظة حالات من الكساد المتكرر فى صناعة الأثاث حالياً والتي تعتمد على العنصر اليدوي وخاصة في مجال الانتاج وتطوير التصميمات , فضلاً عن مشاكل التسويق الداخلي والخارجي وعدم وجود خطط واضحة لتطوير وتحسين هذه الصناعة لما يواكب التطورات والتكنولوجيا العالمية , وتعتبر مدينة دمياط للأثاث نقلة نوعية لهذه الصناعة الدمياطية العريقة ستضعها على مستوى الدول المتقدمة في صناعة الأثاث وباضافة الخبرة الدمياطية للتطورات التكنولوجية ستكتسب هذه الصناعة ميزة تنافسية في الأسواق العالمية مما سيضاعف معدلات التصدير وتشغيل أعداد كبيرة من الشباب ودعم الاقتصاد المصري ( فهذه المدينة ستقام على مساحة 331 فدانا بمنطقة شطا والمقرر الانتهاء منها خلال عام و ستوفر أكثر من 120 ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة وتتكون من مجمعات صناعية للورش الحرفية و مصانع متوسطة و كبيرة للأثاث وكذلك منطقة للمعارض و الخدمات التجارية المساندة, وذلك للنهوض بصناعة الاثاث وخلق فرص تصديرية حقيقية بما يؤهلها للمنافسة اقليمياً وعالمياً، وكذلك خلق نواة جديدة للتنمية بمحافظة دمياط . وحول المدينة يقول الدكتور اسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط إن حلم أبناء دمياط يتحقق الآن بانشاء المدينة العالمية (للأثاث ) خاصة و أن العمل يجرى على قدم وساق للانتهاء من المشروع الذي تنفذه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة في المواعيد المقررة ووفقا للجداول الزمنية مشيرا الى أنه يتم حالياً الانتهاء من انشاء عدد 2 هنجر بمساحة 2500متر لكل هنجر بحيث يتكون الهنجر الواحد من حوالى 24 ورشة صغيرة وهذه الانشاءات الحالية تتم داخل المنطقة الصناعية الخاصة بالورش ومجمعاتها بخلاف باقي المناطق الاستثمارية والادارية والترفيهية ومنطقة المعارض التي تصل مساحتها الى 110 آلاف متر مربع , كما يتم حالياً انشاء محاور الطرق بالمدينة والطرق المؤدية الى المجمعات الصناعية الجديدة وقد تم عقد أول اجتماع لمجلس ادارة شركة مدينة دمياط للأثاث بعد تأسيسها و بحضور نواب المحافظة حيث تم تأسيس الشركة برأس مال مرخص يبلغ خمسة مليارات جنيه مصري ورأس مال مصدر قيمته 521مليون و 325 ألف جنيه مساهمة مصرية 100 % و تساهم محافظة دمياط بقيمة 40% من رأس المال ( كحصة عينية بقيمة الأرض)وقد دارت المناقشات حول نظام تخصيص ورش المدينة ومشروعاتها وتم الوضع في الاعتبار أن تكون متاحة لجميع صناع دمياط سواء من داخل المدينة أو من خارجها وقد تم مؤخراً توقيع بروتوكول تعاون بين الشركة وبنك مصر حيث يهدف البروتوكول الي توفير التسهيلات التمويلية اللازمة لتمكين صغار الحرفيين لتملك الوحدات وتجهيزها بأحدث المعدات بهدف التطوير والتحديث للنهوض بصناعة الأثاث بمصر وتحفيز التصدير ويعد هذا البروتوكول هو باكورة التعاون بين بنك مصر و شركة مدينة دمياط للأثاث حيث تجري الآن الترتيبات النهائية لتمويل أعمال التطوير والانشاءات الخاصة للمدينة باجمالي تمويل يصل الي 1,5 مليار جنيه مصريً موضحاً ان هذا البروتوكول سوف يضمن لصغار الصناع في محافظة دمياط فرصة كبيرة للحصول علي قرض بقيمة 90% من ثمن الوحدة (الورشة) كقرض ميسر بفائدة صغيرة جدا وهو ما سبق تأكيده علي الاهتمام بحصول صغار الصناع علي اعلى فرصة في تملك الورش بالمدينة مشيراً إلى ان المدينة مفتوحة لدمياط كلها وأنه يمكن للعاملين في هذه المهنة سواء داخل او خارج المدينة الاستفادة من مراكز التدريب والتصميم ومركز التسويق والمعارض ومعهد تكنولوجيا الأثاث ليستفيد منها جميع أبناء دمياط العاملين في هذه الصناعة , كما وجه المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء بالبدء فورًا في توصيل المرافق الرئيسية للمشروع . وأضاف محافظ دمياط أنه تم عمل الدراسات التفصيلية للمدينة الحرفية الجديدة بما يضمن تحقيق تنمية شاملة لصناعة الأثاث من الصناعات المتنوعة والمكملة لصناعة الاثاث داخل اطار المخطط التفصيلي لتقسيم المدينة والتي ستضم مساحة 58 فدانا لانشاء عدد 2175 ورشة صناعية صغيرة ومتوسطة وعدد 125 مصنعا كبيرا ومساحة خمسة أفدنة للصناعات المكملة والبتروكيماوية و مساحة 15 فدانا للانشاء مصانع الدهانات صديقة البيئة و مساحة 40 فدانا لمشروعات البنية الأساسية و مناطق تسويقية كبرى تضم واحدا من أكبر المعارض التسويقية للأثاث على طول واجهتي المدينة وبمساحة 110 آلاف متر مربع ومستشفى لجراحة الأطراف حيث سيوفر هذا المشروع من 30 ألفا الى 40 ألف فرصة عمل دائمة كما سيوفر 120 ألف فرصة عمل غير دائمة و90% منها مخصص للمشروعات الصغيرة والورش حيث تضم المرحلة الأولى للمدينة انشاء 1300 ورشة صغيرة والمرحلة الثانية انشاء 716 ورشة صغيرة أخرى حيث تعد هذه المدينة أول وأكبر منطقة صناعية متخصصة في صناعة الاثاث والصناعات المكملة في الشرق الاوسط . ويؤكد محمد الزيني رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية وعضو مجلس النواب أن محافظة دمياط وصناعة الاثاث في احتياج لوجود هذه المدينة والتى كان اختيار موقعها مناسبا للمشروع وذلك لعده اسباب أهمها على الاطلاق ضرورة تطوير منظومه الاثاث بالمحافظة سواء تكنولوجياً او تسويقياً وخاصه تدريب العمالة الموجودة حاليا على أحدث الآلات في العالم حيث أن هذا التدريب سيؤدى الى التوفير فى التكلفة الفعلية للانتاج وتقليل الاسعار وسيدخل بالمنتج النهائي في المنافسة العالمية وكذلك الاستفادة من المدينة في اعادة تطوير التصميمات بما يتناسب مع أذواق المستهلكين فنحن عندما نتجه للتصدير فلابد من دراسة الاذواق المستهلكة ودراسة ماهية التصميمات التي يميل لها أذواق المستهلك وذلك على عكس ما يحدث حاليا لأننا ننتج على حسب أذواقنا نحن كما أن المدينة ستخلق فرص عمل جديدة وستساعد في فتح فرص عمل جديدة فبعد أن تتلقى تلك العمالة التدريب الكافي (الحديث) يستطيعون أن يقدموا لنا منتجا نهائيا متكاملا حيث سيتم ربط مدينة الاثاث بالمجتمع الصناعي داخل مدينة دمياط بالميكنه الحديثة وانشاء مراكز تكنولوجيه تفيد الصانع الدمياطي وزيادة القيمة المضافة من الطاقة الانتاجية والدخل العام للمحافظة. وأوضح رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية بدمياط أن هناك تعليمات من القيادة السياسية بأن تكون الأولوية داخل المدينة لصغار الحرفيين لرفع المعاناة عنهم وايجاد فرص عمل لهم ونحن بدورنا وأثناء لقائنا مع رئيس شركة دمياط للأثاث كان هناك تشديد من جانبنا على هذا الأمر بالاضافة الى أننا طالبنا بعرض كراسة الشروط علينا قبل طرحها لنرى هل ستتناسب تلك الشروط مع ظروف الصانع الصغير حيث لن نسمح بتمريرها قبل أن تقدم ضمانات حقيقية لصالح هؤلاء الصناع , ونحن بدورنا نطمئنهم على ذلك , أما بالنسبة لدور الغرفة فهي جاهزة للمشاركة عندما يطلب منها ذلك حيث أعددنا عددا من الدراسات التي سيستفاد منها صغار الصناع داخل المدينة , كما نقوم بتهيئة الصناع لاستخدام المعدات العالمية الحديثة و سنقوم خلال الشهر القادم بتنظيم معرض لتلك المعدات داخل الصالة المغطاة بمدينة رأس البر حيث قمنا باحضار حوالى 24 شركة عالمية ستساهم بمنتجاتها من تلك المعدات المتخصصة في صناعة الأخشاب ومعدات الورش ومصانع الأثاث حتى يرى الصناع على الطبيعة تلك المعدات ويتعرفوا عن قرب على تلك التكنولوجيا العالمية . ويشير أشرف أبو النصر تاجر أثاث أن فكرة انشاء المدينة والتي من خلالها سيتم تجميع الصناع المتميزين في مكان واحد هي فكرة جيدة لأنها ستخلق حالة جذب كبيرة وستساهم في زيادة الشهرة والسمعة العالمية للأثاث الدمياطي ومن الممكن أن تضاهى تلك المدينة مدنا عالمية مثل مدينة ميلانو الايطالية حيث ستكون قبلة لمن يريد شراء الأثاث المميز وسوف يكون العمل بداخلها متاحاً للجميع وخاصة صغار الصناع ويمكن لهذه المدينة أن تكون مكملة ليمتد أثارها الى تطوير صناعة الأثاث في أرجاء المحافظة وذلك بالتكامل معها في نقل الخبرة والتصميمات الحديثة وتوفير الخامات بأسعار منخفضة, كما يمكن أن تتيح فرصا أكبر للتسويق الخارجي والقضاء تماماً على الأزمات الدورية التي تعانى منها صناعة الأثاث التقليدية في دمياط وبذلك يكون هناك تفاعل وتكامل بين المدينة المزمع انشاؤها وورش الأثاث القديمة دون أن تكون المدينة بديلاً منافسا لتلك الورش وانما تكون اضافة جديدة ودعما لصناعة الأثاث الدمياطي في شكلها القديم المتوارث وفى الاتجاهات الحديثة للانتاج بالمدينة الجديدة بمنطقة شطا .