بدأت صباح أمس أعمال التشغيل التجريبى لأنفاق «تحيا مصر» أسفل قناة السويس بمحافظة الاسماعيلية، فى الاتجاهين المقبل من سيناء الى الوادى والدلتا، والمتجه أيضا من الوادى والدلتا الى أرض الفيروز، وقامت «الأهرام» بجولة فى الأنفاق وشهدت عملية العبور فى الاتجاهين، لم تستغرق سوى دقائق معدودة، خضع فيها العابرون لأعمال التفتيش الحديثة، كما شهد التشغيل التجريبى الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية بمنطقة القناة، والمهندسة إنتصار الأمير مدير إدارة الأنفاق بهيئة قناة السويس، وفريق العمل المكلف من هيئة قناة السويس بتشغيل الأنفاق، والتى تضمنت سيارات ملاكى وسيارات أخرى لنقل أعلاف الدواجن، بالإضافة إلى سيارات النقل الثقيل المقبلة من سيناء والمحملة بالأسمنت من المصانع المقامة بأرض الفيروز. وقد سجلت «الأهرام » زمن العبور الذى استغرق 11 دقيقة بسرعة من 30 الى 40 كيلو فى الساعة، وذلك فى رحلة العبور من الاسماعيلية الى سيناء، بينما استغرقت رحلة العبور فى الاتجاه العكسى 5 دقائق فقط، متضمنة أعمال التفتيش، بصورة تؤكد عظمة الإنجاز والأعجاز الذى صنعه المصريون فى وقت قياسى، وهو الانجاز الذى لن يشعر به سوى من عايشه على أرض الواقع، ليرى على الطبيعة هذا المشروع العملاق الذى يعد الأضخم من نوعه على مستوى العالم. وأكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، ان افتتاح أنفاق «تحيا مصر» يعد عبورا ثانيا الى سيناء، ويتزامن مع أعمال التنمية الحقيقية التى تشهدها فى الوقت الحاضر، كما أنها ستعمل على إعادتها الى قلب الوطن، معربا عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسى، وللهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى أشرفت على التنفيذ، والشركات المنفذة التى بذلت الغالى والنفيس. وأضاف ان مشروع الأنفاق يعد ملحمة بطلها الانسان المصرى، وتم انجازها فى وقت خيالى وبأقل التكاليف، ايذانا ببدء عملية تنمية حقيقية فى أرض سيناء، وكما أن قناة السويس تربط بين البحرين الأحمر والأبيض، فإن مشروع الأنفاق سيربط بين قارتى آسيا وإفريقيا وأصبحنا فى قلب العالم، حيث ستشهد الفترة المقبلة نموا فى الاقتصاد العالمى ومبادرة الحزام والطريق، وستكون قناة السويس فى القلب من التجارة العالمية، مشيرا إلى أن هيئة قناة السويس ستقوم بالإشراف على أعمال تشغيل وصيانة أنفاق تحيا مصر، وتم سفر الكوادر الخاصة بالتشغيل والصيانة الى الخارج، للاطلاع على كيفية تنفيذ هذه الأعمال، وأن أعمال التشغيل التجريبى ستكشف عن أفضل الأوقات للمرور وفقا لكثافة التشغيل، وهى توقيتات من الممكن تغييرها لخدمة المواطنين المستفيدين. ويضيف مميش، ان أعمال التشغيل التجريبى ستكون من الساعة 10 صباحا الى الساعة 4 عصرا، وستعطى مؤشرات واقعية وفعلية عن أعداد السيارات العابرة، وستكون أعمال الفتح والاغلاق بالتنسيق مع القوات المسلحة، وستكون هناك رسوم للعبور للوفاء بمتطلبات التشغيل، كما انه سيتم مراعاة الطلاب فى الجامعات والمقيمين فى القنطرة شرق من خلال عمل اشتراكات لهم. ونبه الى ان افتتاح الأنفاق سيكون له تأثير إيجابى على أسعار الأراضى فى سيناء، وسيعمل على ارتفاع الأسعار هناك، كما سيؤدى الى إقبال كبير من جانب المستثمرين على الاستثمار فى أرض الفيروز، وأشار الى ان تكلفة مشروع الأنفاق من أموال الشعب المصرى والخزانة العامة للدولة. وبدورها قامت المهندسة أنتصار الأمير مديرة إدارة الأنفاق بهيئة قناة السويس، بتوزيع الهدايا على السيارات العابرة للأنفاق، مطالبة أصحاب السيارات بالالتزام بالتعليمات الخاصة بالتشغيل والسرعات المقررة، وأكدت ان السرعة المسموح بها ستكون من 50 الى 60 كيلو مترا فى الساعة، كما ستمتد فترة التشغيل من الساعة العاشرة الى الساعة الرابعة عصرا، وذلك على أساس أن الكبارى العائمة على قناة السويس سيبدأ تشغيلها من الساعة الرابعة عصرا، وهو ما يعنى استمرار الحركة من وإلى شرق قناة السويس، مؤكدة أن العاملين بهيئة قناة السويس مدربون على أعمال التشغيل والصيانة، وأنه خلال شهرين أو 3 أشهر على الأكثر سيعمل النفق بكامل طاقته وبزمن عبور لن يتجاوز 20 دقيقة شاملة أعمال التفتيش. ويشير ابراهيم أحمد محمود سائق سيارة نقل والتى عبرت ضمن 12 سيارة أخرى من هذا النوع الأنفاق أمس، الى أن رحلته التى تنطلق من المنصورة كانت تستغرق من 24 ساعة الى 30 ساعة يوميا على المعديات، والتى كانت المنفذ الوحيد لنا، ويؤكد ان ذلك كان يؤدى الى زيادة تكاليف النقل وتحميلها فى النهاية على المواطنين. ويؤكد أحمد محمود سائق سيارة نقل ان العبور على المعديات كان يصيبنا بالشلل فى الحركة، حيث كانت تستغرق رحلة السيارة يوما أو يومين، وان مشروع الأنفاق سيوفر الوقت والجهد والتكاليف.