هناك اتفاق عام على أن الضوضاء ضربت عموم مصر، وانتقلت عدواها من المدن إلى الريف، وتعددت مصادرها وتفشت أعراضها فى مجالات كثيرة، الكلاكسات والاستخدام الخارجى المفرط لميكروفونات المساجد، والورش التى تحصل على تراخيص مريبة وسط المنازل وتصدر ضوضاء لا تُطاق، وأيضاً الاستسهال فى استخدام الميكروفون فى المدارس لممارسة النشاطات اليومية ولتوصيل تعليمات الإدارة المدرسية للتلاميذ والمدرسين، وكذلك الشكاوى الدارجة من إزعاج المواطنين لبعضهم البعض..إلخ. لذلك ينبغى تقدير وتشجيع أى جهد جاد يعالج هذه الكارثة، ومن هذا الحملات الميدانية المكثفة فى المنصورة قبل أيام، استجابة لاستغاثة المواطنين من ضوضاء التكاتك التى تتحرك بالميكروفونات الزاعقة التى أضيفت إلى الشكاوى السابقة للمواطنين. وقد قامت إدارة شرق المنصورة بمصادرة عدد من ميكرفونات التكاتك وتلك التى يستخدمها بشكل عشوائى الباعة الجائلون. لقد زادت الضوضاء عن الحدود التى يمكن التجاور معها، ولم يعد يسلم منها مكان، وباتت سبباً فى تنغيص حياة المواطنين وتبديد حقهم فى الراحة وفى النوم، ووصلت مخاطرها إلى إصابة الأطفال الرضع بالتوتر والعصبية الزائدة لقلة ما يتحصلون عليه من نوم صحى، ولم يعد هنالك جديد يُضاف فى تبيان معاناة المرضى والطلاب العاجزين عن التركيز لتحصيل دروسهم..إلخ. ولكن، وللأسف الشديد، فإنه لا يبدو حتى الآن أن لدى الدولة سياسة عملية يومية واضحة تمارسها لمكافحة الضوضاء، حتى صارت هنالك خشية أن مشروعات المدن الجديدة لن تأمن من الداء، برغم ما تعد به مناظرها من هدوء يجذب الباحثين عن السكينة هرباً من معاناة الضوضاء اليومية. لقد بدأ شهر رمضان المبارك، وتكررت معه الوعود الموسمية لوزارة الأوقاف عن إصدارها لما تصفه بأنه تعليمات واضحة وصارمة بالتنبيه على مسئولى المساجد بأن تكون صلاة التراويح من خلال السماعات الداخلية فقط، وأن يكون استخدام الميكروفون مقصوراً على الأذان وعلى صلاة الجمعة فقط، وأن إدارات الوزارة فى المحافظات عقدت اجتماعات مع الأئمة والخطباء والعاملين فى المساجد لتعريفهم بتعليمات الوزارة التى يجب الالتزام بها، كما أن الوزارة تشكل لجاناً للمرور على المساجد لمتابعة الالتزام بتنفيذ تعليماتها..إلخ! لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب