كتبت : حنان المصري لم يكن الانفلات الأمني هو الظاهرة الوحيدة الأسوأ التي يعاني منها المجتمع بعد ثورة52 يناير, ولكن هناك ظواهر أخري كشفها الباحثون الذين يرصدون الحالة العامة لمصر, ومنها الضوضاء والتلوث السمعي وازعاج الآخرين كل هذا يقع تحت بند الانفلات الأخلاقي وابرز مظاهره عدم الالتزام بآداب وقواعد المرور واستخدام آلة التنبيه دون داع وهو مايرصده الباحث علاء حسب الله عضو مجلس إدارة احدي الجمعيات العلمية والبيئية بالإسكندرية الذي حذر من ان قائدي السيارات يستخدمون آلات التنبيه بإفراط ودون مبرر برغم صدور قرار من المحافظ السابق عبد السلام المحجوب بمنع استخدامها وقد امتثل كل مواطني الإسكندرية لهذا القرار حتي صارت مدينة خالية تماما من التلوث السمعي. أما الآن وبنظرة علي الواقع المؤلم فحدث ولاحرج ضوضاء وتلوث سمعي وهرج ومرج بل وصل الأمر إلي أن أصبح بعض قائدي السيارات يستخدمون إلي جانب الكلاكسات سرينات الشرطة والإسعاف لاجبار المواطنين والسائقين علي فتح طرق ومخارج لهم. ويوضح ان وزير البيئة السابق وضع خطة لمكافحة الضوضاء العام قبل الماضي علي ان تنفذ خلال ست سنوات بجميع المواقع المصرية بهدف خفض التلوث السمعي بالشارع المصري نظرا لتأثيره الخطير علي الحالة الذهنية والنفسية علي المصريين علي أن يشارك في تنفيذها جميع الوزارات والجهات المعنية ووزارتا التربية والتعليم والداخلية من أجل تخفيض مستويات الضوضاء الحالية إلي المعايير الواردة بقانون البيئة المصري التي يجب ألا تزيد علي55 ديسيبل ولكن في الواقع فأنها تصل إلي90 ديسيبل بالشارع المصري. مشيرا بقوله.. كما أعلن الوزير من قبل انه وافق علي إنشاء أول شبكة لرصد الضوضاء في القاهرة الكبري والمحافظات لمحاربة هذا الاعتداء الخطير علي راحة الإنسان المصري, سواء في منزله أو عمله أو في الطريق العام. ويقول الباحب ان التقارير البيئية والصحية العالمية أكدت ان مخاطر الازعاج والضوضاء قاتلة فهي تسبب تدهور الحالة النفسية للإنسان وكذلك تدهور في الاداء الوظيفي والإخلال بالصحة العامة وأيضا ضعف بالجهاز المناعي والنمو الفكري للأطفال ومستقبلهم التعليمي,بل الكارثة أن الضوضاء قد تؤدي في النهاية إلي الانتحار. تلك الظاهرة التي تتزايد في مصر بشكل ملحوظ ويدعو للقلق, ففي عام1983 بلغت نسبة المقبلين علي الانتحار19% من حالات التسمم التي وصلت إلي مركز السموم التابع لجامعة عين شمس في حين ارتفعت إلي48% عام2004 وأن هذه النسبة في تزايد. ويضيف الباحث علاء حسب الله.. أن ديننا الحنيف يحارب التلوث السمعي وفي الآية الكريمة من سورة لقمان: واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.. وما بالنا بأصوات الكلاكسات من مختلف أنواع السيارات.. الميكروباصات وأتوبيسات النقل العام وسيارات الملاكي والأجرة.. ويتساءل من يحمي المصريين من المخاطر الجمة للضوضاء والتلوث السمعي خاصة بعد الثورة والانفلات الامني الذي يعاني منه المجتمع المصري وأيضا من سيطرة الباعة الجائلين والبلطجية الذين يستخدمون الميكروفونات الممنوعة بجميع الشوارع والأزقة للترويج لبضائعهم في ظاهرة لم تشهدها البلاد من قبل. ويناشد الباحث الحكومة ضرورة التدخل السريع والحاسم لحماية المصريين من هذا الرعب والقلق والخطر الداهم المتمثل في ظاهرة التلوث السمعي والضوضاء والاعتداء علي حرية وسلامة المواطن المصري.وذلك بتغليظ العقوبات لمن يستخدم الكلاكسات بلا مبرر ومنعه من قيادة السيارة مع ضرورة تفعيل قوانين المرور الرادعة والمراقبة الدائمة للشارع المصري.