دعا عدد من كبار المسئولين فى حزب المحافظين الحاكم فى بريطانيا إلى «وحدة الحزب» بعد أن عانى أسوأ نتائجه فى الانتخابات المحلية منذ عام 1995. وتعرض الحزب لهزيمة كبيرة فى معاقله التقليدية فى جنوبانجلترا، حيث فقد إجمالا 1335عضوا فى المجالس المحلية. واعترفت رئيسة الوزراء تيريزا ماى بأن النتائج فاقت حتى أسوأ توقعات الحزب الحاكم، واعتبرتها رسالة من الناخب لحزبى «المحافظين» و«العمال» مفادها «نفذوا البريكست». وتابعت: «إنّها أوقات عصيبة لحزبنا، ونتائج الانتخابات هى أحد أوجه ذلك». وتعالت الأصوات المطالبة ماى بالاستقالة مجددا داخل الحزب. وقال النائب المحافظ نايجل إيفانز إن استمرار ماى على رأس الحزب سيكبد المحافظين مقاعد كثيرة خلال انتخابات البرلمان الأوروبى المقررة بين 23 و26 مايو الحالي. ووفقا للقواعد الداخلية لحزب المحافظين، لا يستطيع نواب الحزب الحاكم طلب تصويت بسحب الثقة من ماى إلا فى ديسمبر المقبل. لكن ستؤدى النتائج المخيبة، وهى الأسوأ منذ ربع قرن، إلى زيادة الضغوط على ماى لتسريع موعد تنحيها عن منصبها. ومن المتوقع أن تلتقى مع جراهام برادي، رئيس لجنة «1922» النافذة فى الحزب، يوم الثلاثاء المقبل لحثها على تحديد موعد لرحيلها. وحتى الآن تقاوم ماى الضغوط عليها لترك المنصب وتربط المغادرة بتمرير اتفاقية للبريكست. وتعرّض الحزبان الكبيران، المحافظين والعمال، لنتائج كارثية فى الانتخابات المحلية التى شملت نحو 9 آلاف مقعد فى انجلترا وأيرلندا الشمالية. بينما حققت الأحزاب الصغيرة والمستقلون أفضل نتائج منذ عقود.وليست ماى وحدها فى وجه العاصفة، بل أيضا جيريمى كوربن زعيم حزب العمال. وقال كوربن بعد إعلان النتائج: بالطبع أردنا أن نؤدّى فى شكل أفضل، مبدياً أسفه الشديد للخسائر التى منى بها الحزب. وتعالت أصوات داخل حزب العمال تدعو كوربن لإعلان دعمه بشكل لا لبس فيه لإجراء استفتاء شعبى ثاني على البريكست، مشيرة إلى أن «الأحرار الديمقراطيين» الذين يدعمون اسفتاء ثان حققوا نتائج أفضل من المتوقع بسبب جذبهم لأصوات مؤيدى البقاء فى الاتحاد الأوروبي.