قد لا تحمل الدورة الجديدة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ملامح خاصة تميزها عن باقي الدورات, سواء من حيث الموضوعات المثارة او القرارات المتوقعة, لكنها تبقي بالنسبة لمصر دورة مهمة ليست مثل كل الدورات الاخري, لأن الرئيس المصري الجديد محمد مرسي يحضر لأول مرة الي الأممالمتحدة بعد19 عاما من حضور الرئيس السابق مبارك اجتماعات الجمعية العامة عام89, وهو يحضر كرئيس منتخب اختاره المصريون في انتخابات نزيهة, وتعهد أمام شعبه بإقامة الدولة المدنية القانونية بديلا عن حكم المؤسسة العسكرية الذي استمر60 عاما, فضلا عن النجاحات التي حققتها زياراته الخارجية الي السعودية والصين وطهران التي أكدت حرصه علي أن تعود مصر الي دورها المحوري, دولة قائدة في الشرق الأوسط يهمها أمن المنطقة واستقرارها. ومن المؤكد أن موقف الرئيس مرسي الحاسم والقاطع من الأزمة السورية الذي أوضح علي نحو لا يحتمل أي لبس ضرورة تغيير نظام الحكم انصياعا لمطالب الشعب السوري سوف يلقي ترحيبا واسعا من معظم الدول الغربية والعربية وغالبية دول عدم الانحياز, خاصة بعد لقائه الصريح في طهران مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, عندما قال له: لقد رفضتم الحوار مع الشاه عقب الثورة الإسلامية بعد أن أطلق النار علي الشعب الإيراني, فلماذا تصرون علي إرغام الشعب السوري علي قبول حكم ظالم لم يتورع عن استخدام الدبابات والطيران ضد شعبه؟! ومع الأسف لم يرد نجادي! وطبقا لما اكده لي السفير معتز أحمدين خليل المندوب الدائم لمصر في الاممالمتحدة فإن جدول أعمال الرئيس مرسي يحفل بأكثر من15 لقاء مع رؤساء الدول والحكومات الذين يحضرون الجمعية العامة, وربما يحضر اجتماعا خاصا لعدد من الدول المعنية لمساعدة الصومال علي الخروج من وضعه الصعب, لكن الأمر المؤكد أنه سوف يكون موضع حفاوة من الجمعية العامة, خاصة أن الجميع يتوقعون منه خطابا صريحا يركز علي ضرورة إصلاح النظام العالمي, وتصحيح الخلل الراهن في المنظمة العالمية الذي ركز كل عناصر القوة في يد مجلس الأمن وأضعف قرارات الجمعية العامة, مطالبا بتوسيع العضوية الدائمة لمجلس الأمن من خلال مقعد دائم لإفريقيا, ومهما يكن تحفظ الكثيرين علي حكم جماعة الإخوان المسلمين فما من شك أن الرئيس مرسي استهل حكمه ببداية ناجحة, تظل نتائجها الأخيرة معلقة علي قدرته علي إصلاح الجبهة الداخلية وتوحيدها وتقويتها من خلال عمل رشيد يصلح أحوال الناس, ويضع أساسا قويا لدور مصري مؤثر يتجاوز حدودها الجغرافية. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد