صورة تم إرسالها إلى الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبى يظهر فيها طابور طويل من المتعاملين مع مكتب بريد، ليرد الشيخ بتدوينة على حسابه فى تويتر يعرب فيها عن غضبه من مستوى خدمات البريد بالإمارات قائلا: ليس هذا مستوانا، ولا خدماتنا، ولن يكون ضمن فريقى من يستمر فى تقديم هذا المستوي. بعد هذه الملاحظة بساعات أعلن بن راشد إطلاق وزارة (اللامستحيل)، وهى وزارة سيتناوب عليها أربعة وزراء وسيتم تدويرها لاحقا على وزراء آخرين لتحقيق كامل الاستفادة من تنوع الأفكار والخبرات لخدمة المواطن عبر معالجات سريعة وجريئة وقرارات فاعلة، لتقديم حلول استباقية وجذرية لقضايا وطنية ملحة خلال فترة زمنية محددة. لن نقول إن الصورة التى أغضبت حاكم دبى هى التى أوجدت تلك الوزارة الفريدة التى لحقت بحقيبتى التسامح والسعادة اللتين أنشئتا عام 2016، لكن قد تكون الصورة قد أسرعت بالإعلان عن وزارة اللامستحيل التى ترسخ فكرا عربيا ناهضا يهدف إلى إعادة صياغة نهج الخدمات الحكومية المقدمة للمواطن عبر تبنى نماذج خدمية مميكنة، وإيجاد حلول للتحديات الصعبة. ليس عيبا أن تسبقنا دول حديثة الاستقلال إلى تلك الثورة الإلكترونية فى المعاملات الحكومية ما دمنا قد امتلكنا أخيرا إرادتنا فى الإصلاح وقررنا التحرر من نير الفساد الإدارى وقبضة عتاة البيروقراطية الذين قاوموا طوال السنوات الماضية فكرة ميكنة التعاملات الحكومية التى تحرمهم من أموال طائلة كانوا يستحلونها من جيوب المواطنين رشاوى وإكراميات. لكن لا يعنى ذلك أن تنتهج الحكومة سياسة فرض (الميكنة الإدارية) التى تنطلق اليوم رسميا عبر الدفع الإلكترونى مقابل الخدمات، دون توفير بنية اتصالات وتكنولوجيا متاحة للمواطنين كافة وسهلة الاستخدام حتى يشعر المواطن بقيمة النقلة الإدارية التى تستهدف تقليل زمن المعاملة وتطويق أوجه الفساد. تطوير الخدمات المقدمة للمواطن يجب ألا تتبع نهج أزمنة غابرة كانت ترفع شعار(كله تمام)، فالعبرة فى استفادة المواطن القصوى من الابتكارات بسهولة ويسر لتحقيق الفائدة المرجوة ولنا فى تجربة الثانوية العامة الجديدة العبرة التى تدفعنا لعدم تكرار مأساة (التابلت)!. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين