* مدير مستشفى أبو الريش للأطفال: الأيام المقبلة تمثل ذروة انتقال المرض * الأطباء: يهدد الحوامل بتشوهات الجنين ..والعزل والنظافة يقللان الخطر
مع انتهاء فصل الشتاء يظن الكثيرون ان معاناة الإصابة بالأمراض قد انتهت خاصة امراض الإنفلونزا ونزلات البرد، ولكن مع بداية فصل الصيف يتعرض الأطفال لأمراض لا تقل خطورة عن تلك التى تصيبهم فى الشتاء ومن أهمها الاصابة بفيروس الجديرى المائي،الذى ينتشر بسرعة شديدة بسبب العدوى خاصة فى المدارس والحضانات ذات الكثافة العالية.«تحقيقات الأهرام» ترصد حقيقة مرض الجديرى المائى وتقدم روشتة الخروج الآمن من توابعه وسبل حماية الأطفال من العدوى .. تشير الوقائع ٌإلى أن عدوى الجديرى المائى ظهرت بشكل طبيعى مع بداية فصل الصيف خاصة فى بعض الاماكن الملوثة وبالقرى والنجوع وهى عدوى فيروسية سريعة الانتقال تسبب حمى حادة وطفحا جلديا وفقدانا للشهية وتظهر حبوب حمراء فى الوجه والجسم ويكون معديا قبل ظهور الطفح الجلدي، وقد استقبلت أقسام الأطفال خلال الأيام الماضية حالات مصابة بالجديرى المائي، كما أن وكيل وزارة الصحة بالأقصر قد أشار منذ عدة أيام إلى اتخاذ كل الإجراءات الوقائية لمواجهة الجديرى المائى عقب ظهور بعض حالات الاشتباه بين تلاميذ المدارس بإدارة الزينية التعليمية. وتحكى بسمة محمد موظفة قصة اصابة ابنتها بالمرض، والتى حدثت بسبب انتقال العدوى من احد الأطفال المصابين فى الحضانة: فى البداية كانت تشكو صداعا وآلاما بجسدها وبعد ذلك بدأت تظهر بثور حمراء فى وجهها وبطنها ثم انتشرت فى باقى جسمها، وبعدها بدأت تعانى حكة شديدة ورفضت تناول الطعام، وعندما ذهبنا الى الطبيب اخبرنا بإصابتها بالجديرى المائى وتجاوزنا مرحلة العلاج ، وبدأت ابنتي فى التعافى ولكن العدوى انتقلت لشقيقتها الصغرى وذهبنا بها الى نفس الطبيب ولكن هذه المرة وصف لها دواء مختلفا ، وبعدها فوجئنا بانتقال العدوى لابن عمها الذى كان يلعب معها، وعلمنا بعدها ضرورة فصل الطفل المصاب عن باقى افراد الأسرة لأن هذا الفيروس شديد العدوي. أما ايمان سامى ربة منزل مقيمة بالهرم فتقول: اصيب ابنى البالغ من العمر 12 عاما بالجديرى المائى فى اثناء زيارتنا أحد اقاربنا، وفى البداية كان يعانى ارتفاعا بدرجة الحرارة وهمدانا بالجسم استمر ثلاثة ايام وبعد ذلك بدأت تظهر فقاعات ممتلئة بالماء، فذهبنا به الى الطبيب الذى شخص مرضه بأنه جديرى مائى ووصف لنا الدواء وشدد على عدم ذهابه للمدرسة وضرورة فصله عن باقى افراد الاسرة ثلاثة اسابيع خصوصا عنى لأنى حامل وأكد الطبيب ان هذا الفيروس يحدث تشوهات بالأجنة فى حالة اصابة الحامل به. ورغم وجود المرض باعداد ليست قليلة بين الاطفال فإن الأسر ما زالت تجهل خطورته، ولذلك تحذر الدكتورة منى الغمراوى مديرة مستشفى ابو الريش من انتشار فيروس الجديرى المائى مؤكدة ان الايام المقبلة تمثل ذروة انتقال العدوى حيث إنه ينتشر مع بداية دخول الصيف وتبدا الحالات بالظهور ابتداء من مارس وتنتقل العدوى الأكثر بين الاطفال عن طريق الجهاز التنفسى خاصة فى أماكن تجمع الأطفال مثل الحضانة والمدارس والاماكن الرديئة التهوية، وعندما تلاحظ الأم ظهور حبوب حمراء منتشرة على جلد الطفل بالوجه والجسم فعليها التوجه فورا الى المستشفى وعندما يتأكد الطبيب من انه الجديرى المائى يجب على الأم اتباع التعليمات وأهمها إعطاء الطفل العلاج وعزله عن أشقائه وعن كل من حوله ويستمر العزل أسبوعين حتى تنتهي فترة حضانة الفيروس . من جانبها شددت د. هناء راضى استاذ مساعد طب الاطفال بمستشفى ابو الريش ومديرة العناية المركزة، على أهمية الانتباه المبكر لاعراض المرض وعدم الإهمال فى التعامل مع العزل حتى لا تنتشر العدوي، كما تؤكد انه لا صحة لما يردده البعض من شدة إصابة الأولاد عن البنات حيث يتعرض كلاهما لنفس الأعراض وتناشد الأمهات إعطاء الطفل التطعيم حتى نقوم بحمايته من الفيروس بنسبة 85 % وبالتالى تكون الإصابة ضعيفة عنه فى حالة الطفل غير المطعم . اما الدكتور بهاء الشيخ أخصائى طب الأطفال وحديثى الولادة بأحد المراكز الخاصة فيقول: الجديرى المائى من الأمراض شديدة العدوى وقد تأتى الإصابة بهذا الفيروس عن طريق الاختلاط المباشر بطفل مصاب بالجديري، وايضا عن طريق العطس والرذاذ وتتراوح الفترة بين الإصابة بالفيرس وظهور الاعراض بين متوسط اسبوع وثلاثة أسابيع، وتستمر الأعراض من 4 إلى 7 ايام تظهر فيها الاعراض مصحوبة بارتفاع فى درجة الحرارة (قد تصل الى 40 درجة). ويشير الدكتور بهاء إلى وجود أخطاء تقع فيها كثير من الأمهات منها فتح البثور الممتلئة بالسائل، ومنع الأطفال من الاستحمام بالماء البارد او تجفيف الاطفال بالفرك بمنشفة محببة خشنة أو إعطاء الطفل المصاب مضادا حيويا، لافتا إلى أن الصواب فى حالة الإصابة بالجديرى المائى هو الابتعاد تماما عن محاولة فتح البثور لمنع انتشار العدوى ومنع الاصابة بعدوى بكتيرية تتسبب فى ترك بقع داكنة على الجلد نتيجة فتحها. مؤكدا ضرورة الاستحمام بماء بارد لطيف على جلد الطفل ليعمل على تهدئته من الحكة والهرش، واخيرا استخدام المناشف القطنية الناعمة على أن يكون التجفيف بالضغط وليس الفرك. اما عن الاسلوب الأمثل لعلاج عدوي الجديرى المائي فيضيف د. بهاء عزل الطفل المصاب عن باقى افراد الأسرة أهم مرحلة فى العلاج ، كما يجب تلاشى حدوث جفاف للطفل ويكون ذلك بشرب كميات وفيرة من السوائل خصوصا الماء واستخدام خوافض حرارة معينة بمعرفة الطبيب وذلك لخطورة البعض منها على نشاط الكبد فى اثناء الاصابة بالعدوى الفيروسية، مع استخدام الأدوية المضادة للهرش والحكة واستخدام الدهانات المرطبة للجلد. وعن الوقاية من هذا الفيروس ،أيضا تظل المقولة الذهبية النظافة من الايمان هى حلا للكثير من الامراض المعدية وذلك بتدريب الاطفال على غسل الايدى واستخدام المناديل اثناء الكحة والعطس, مشيرا إلى توافر لقاح (تطعيم ) ضد هذا الفيرس من عمر عام وله نتائج قوية فى الحماية من العدوي. وعن خطورة الاصابة بالمرض فى اثناء الحمل، تقول الدكتورة حنان سعد استشارى النساء والتوليد إن الإصابة بالجديرى المائى فى اثناء الحمل تؤدى لمخاطر ومضاعفات وتسبب الالتهاب الرئوي، اما بالنسبة للجنين فتعتمد المخاطر على التوقيت فإذا حدثت الإصابة خلال 20 اسبوعا من الحمل، تحديدا بين الاسبوع الثامن والاسبوع ال 20، حينها يواجه الجنين خطرا طفيفا من الإصابة بمجموعة نادرة من العيوب الخلقية الخطيرة مثل متلازمة الحماق الخلقية والتى يمكن أن تصيب الجنين بندوب جلدية وعدم نمو فى الذراعين والساقين والتهاب العين وعدم اكتمال نمو الدماغ اما اذا حدثت الإصابة خلال أيام قليلة قبل موعد الولادة وبعدها ب 48 ساعة فهناك احتمال ان يولد الطفل بعدوى تهدد حياته تسمى (حماق حديثى الولادة) وفى حالة إصابته يجب التوجه فورا الى المستشفى وإعطاؤها حقنة تحتوى على أجسام مضادة للفيروس ويجب الحصول عليها خلال 10 ايام من التعرض للإصابة . وتضيف دكتورة حنان انه إذا كانت المرأة تفكر فى الحمل ولم تصب بالجديرى المائى بالفعل أو لم تحصل على المصل التحصيني، فينبغى سؤال الطبيب حول لقاح الجديرى المائى وهو آمن للبالغين، ولكن يُنصح بالانتظار ثلاثة أشهر بعد الجرعة الثانية من اللقاح قبل محاولة الحمل إذا لم تكن المرأة على يقين مما إذا كانت لديها مناعة ضد المرض أم لا، ويمكن أن يقوم الطبيب باختبار الدم ومعرفة ما إذا كانت لديها مناعة ضده ام لا.