«الورد أحلى ولا الفل؟: «التمرحنة»، «الفل أحلى ولا الياسمين؟»: «التمرحنة»، هذه واحدة من أشهر جمل الحوار فى السينما المصرية، والتى رددتها نعيمة عاكف (أكتوبر 1929- إبريل 1966) ، فى فيلمها الشهير «تمرحنة»، ومن يتابع قصة حياتها يجد أنها مشت على أشواك الألم، وتجرعت مرارة المرض العضال. ما بين الحب والفن كان مشوارها ممزوجا بالألم والأمل فى ترابط يندر تكراره، فكانت كالشمعة التى احترقت لتنير الطريق للآخرين، وتألمت لتسعد من حولها. تمر حنة على مدى مشوارها الفنى القصير «17 عاما» شاركت فى بطولة 25 فيلما، أصبح بعضها الآن مرجعا للفن الإستعراضى، ومن يتابع استعراضاتها يجدها كأنها خلقت للرقص، فى جسمها قوة تريد أن تنطلق وتعبر برشاقة كالفراشة عن أحلام تبحث عن تفسير لها، ورغبة فى الارتفاع عن الأرض طلبا للسماء. عقد قرانها على حسين فوزي كانت مختلفة عن غيرها، فقد تتساوى راقصة مع راقصة فى فضائل الجسد وخفة الحركة، ولكن التى تتقدم وتحقق شهرة تلك التى يعبر وجهها ويجمع بين الفرح والمأساة، وكان وجه «نعيمة» خير مثال عن ذلك، لهذا كان طبيعيا أن تؤدى بنجاح باهر دور «عين» بنت من الإنس عشقها فتى من العالم السفلى هو «ليل» ابن ملك البحر، فى رائعة الكاتب يحيى حقي، أوبريت «يا ليل يا عين»، والذى عرض فى موسكو على مسرح البولشوى، وبسببه حصلت على لقب أحسن راقصة فى العالم من مهرجان «الشباب العالمي» بموسكو عام 1958 ضمن 50 دولة شاركت فى هذا المهرجان. تنتمى «نعيمة» لأسرة لها نسب عريق فى تاريخ السيرك حتى أصبح «سيرك» و «عاكف» اسمين مرتبطين معا أبدا، قدمها المخرج أحمد كامل مرسى للسينما فى فيلم «ست البيت» عام 1949، بعده ارتبطت بالمخرج حسين فوزى إنسانيا وفنيا، وقدمت معه أجمل أفلامها على الإطلاق، وبعده تزوجت من المحاسب «صلاح الدين عبدالعليم» وأنجبت منه ابنها الوحيد «محمد»، وهو فى الرابعة من عمره اكتشفت إصابتها بالسرطان، وماتت والشباب ما يزال يعانقها.