تنثر تركيا الخراب على رءوس العرب، أصابعها غارقة فى دمائهم، تساعد فى قتلهم وتدمير أوطانهم، حتى يصح القول: إن تركيا الأردوغانية لعنة على العرب، مثلما كانت الدولة العثمانية نقمة تاريخية ألقت بشعوب المنطقة فى جب التخلف والانحطاط والتبعية. انظر إلى ما تفعله أنقرة فى سوريا ومصر والسودان وليبيا وغيرها، فهل نحتاج إلى برهان حول سوء نيات أردوغان وأهدافه للشعوب العربية. لايبدو الرجل مستعدا لترك دولنا فى حالها، برغم سقوط تركيا نفسها تحت وطأة مشكلات سياسية واقتصادية خطيرة. وأحسب أنه لولا الدعم التركى اللوجستى والسياسى والعسكري، والتمويل القطرى السخي، لأى جماعة متطرفة تحمل السلاح وتكفر السلطة والمواطنين، ما انتشر سرطان الإرهاب بهذه القسوة المدمرة فى أوصال الجسد العربي. أعطيك مثالا واحدا. لا تنفك تركيا ترسل سفن الموت للشواطئ الليبية، فمنذ أحداث 2011، لا يمكن للمرء أن يتخيل العدد الكبير لهذه السفن وما تحمله من أسلحة وذخائر، تصنع تسونامى من العمليات الإرهابية فى ليبيا وبقية دول المنطقة، أشار بيان أخير للجيش الوطنى الليبى إلى رصد سفينة إيرانية محملة بالأسلحة آتية من بلغاريا، بميناء مصراتة، تقف وراءها دول معادية فى إشارة لتركيا وقطر وربما إيران. على مدى السنوات الماضية ضبطت حمولات من المتفجرات والأسلحة التركية المتجهة للغرب الليبي، وفى ديسمبر الماضى ضبطت سفينة تركية فى ميناء الخمس غرب ليبيا، تحمل شحنات، منها 4.2 مليون رصاصة تكفى لقتل 80% من السكان الليبيين، وأوضح الجيش الليبى أن المسدسات والبنادق معها كواتم صوت تستخدم لارتكاب الاغتيالات، أى عمليات إرهابية، واعتبر أن تركيا تحاول زعزعة أمن البلاد، بدعم الإرهاب على أراضيها، وأكد أن تركيا لم ولن تتوقف عن تهريب شحنات الأسلحة إلى ليبيا. وقبل ذلك ضبطت اليونان سفينة أخرى تحوى 500 طن متفجرات، فى أثناء توجهها إلى ليبيا. وشكلت التصرفات التركية فضيحة دولية من العيار الثقيل لنظام أردوغان المتأسلم، دفعت الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق فى الأمر، باعتباره خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 1970، بحظر بيع أو توريد الأسلحة إلى ليبيا.. لكن ماذا يمكن أن تفعل الأممالمتحدة مع نظام يعانى جنون العظمة يحلم باسترجاع الإمبراطورية العثمانية، بمساعدة أذنابه من الجماعات المتشددة كالإخوان المسلمين والقاعدة و«داعش» الذين يرتبط معهم بعلاقات مصلحية/إيديولوجية؟ لا شيء يذكر!.. حتى الآن لم يخرج علينا المندوب الأممى غسان سلامة بأى إفادة عن التحقيق المفترض أو ما انتهى إليه!. يوظف الأتراك الظاهرة الإرهابية، يتلاعبون بها كما يشاءون، فعلوا ذلك فى العراقوسوريا، ومازالوا يفعلون ببقية الأقطار العربية، الأدوات التركية لا تقتصر على تزويد المليشيات المتطرفة بالأسلحة والصواريخ، خاصة الجماعة الليبية المقاتلة التى يقودها عبدالحكيم بلحاج، فى طرابلس، بل بطوفان من الإرهابيين والمرتزقة، لاستهداف قوات الجيش الليبي، وإبقاء جماعة الإخوان على قيد الحياة سياسيا وعسكريا فى الساحة الليبية والإقليمية. اعترف الرئيس التركى نفسه، قبل ثلاثة أشهر، بنقل بعض إرهابيى «داعش» والنصرة من سوريا إلى دول أخري، منها ليبيا، يرى أردوغان أن ليبيا مكان مثالى لتفريخ الإرهابيين. ولا شك فى أن تأجيج الصراعات، يجهض أى محاولة للاستقرار هناك، يمنع قيام سلطة موحدة تخرج ليبيا من أتون الفوضى والعنف، إلا فى حالة واحدة، هى استيلاء حلفائه «المتأسلمين» على الحكم، برعاية تركية قطرية ومعونة السودان, قبل سقوط البشير, كما تشترك حدود ليبيا، مع مصر وتونس والجزائر، إذ لا يتوقف أردوغان عن السعى لتحويلها ولايات عثمانية تأتمر بأمره، وتعد الثروات الليبية الهائلة، خاصة النفطية، «بيت مال» لتمويل الإرهاب ومددا لا ينفد لتنفيذ مخططاته للهيمنة على بلاد العرب جميعا، من أجل ذلك قال عبدالله الثنى رئيس الوزراء الليبي: إن تركيا تسهم بشكل يومى فى استنزاف الدم والمال الليبي، مؤكدا أن الدولة التركية حكومة ورئيسا حاضنة آمنة لقيادات الإخوان وبقية الجماعات الإرهابية. إن اللعنة التركية تترك آثارها الدامية غائرة على الجسد العربي، من المحيط إلى الخليج، ولا مناص من التصدى لها، ولعل أهم الخطوات فى هذا السياق هى مساندة الجيش الوطنى الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، لاستعادة الدولة الليبية واجتثاث جماعات العنف والإرهاب، وقد قطعت مصر والإمارات والسعودية وفرنسا وروسيا شوطا معتبرا بهذا الشأن، نرجو أن يتواصل إلى النهاية، لفك طلاسم اللعنة التركية وأشباهها عن ليبيا وغيرها. [email protected] لمزيد من مقالات د.محمد حسين أبوالحسن