تحية وتقدير واجب لجريدة «الأهرام» على التحقيق الشامل، والمستفيض على مدى أسبوع كامل بعنوان «ضد المخدرات» والذى يعد بمثابة إنذار وتنبيه لكل من يهمه هذا الأمر، موضحا أسباب هذه الظاهرة وكيف يتورط فيها شباب صغير فى عمر الزهور، ولنا أن نأخذ من هذا التحقيق بعض المحددات أهمها ما يلي: أولا: إن التدخين أول خطوة فى طريق الإدمان، ومما يؤسف له أن كثيرين من الشباب لديهم اعتقاد خاطئ بأن التدخين من متممات الرجولة، وإثبات الذات وخصوصا أن رفاق السوء المنتفعين يمهدون الطريق لأنواع شائعة من المخدرات. ثانيا: يسود اعتقاد غير صحيح بين الشباب، خصوصا الجامعى، بأن المخدرات تعطى طاقة أكبر تساعدهم على التركيز والمذاكرة، وهو نفس الاعتقاد بين بعض سائقى النقل لكى يبقى مدة أكبر فى قيادة السيارة متغافلين أن ذلك يدمر أجهزة المناعة بالجسم بالإضافة إلى أضرار كثيرة أخري. ثالثا: غفلة الأسرة عن متابعة الأبناء، وغياب الدور التوجيهى الفعّال للأب والأم اعتقادا منهم أن توفير الاحتياجات المادية للأبناء فقط هو الدور الأساسى لهم فى التربية، ويغفلون تماما تغير سلوك أبنائهم من تشتت ذهنى إلى سحب أموال كثيرة دون مبرر، وعدم مراقبة أصدقاء الأبناء ومعرفتهم. رابعا: تفعيل وتنشيط دور المدرسة وخصوصا الإخصائى الاجتماعى فى النظر بدقة لسلوك الطلاب داخل المدرسة ولا مانع من زيارات ميدانية للمقاهى و«الكافيهات» المحيطة بالمدرسة التى يألف ويعتاد الطلاب التزويغ إليها، وعدم التردد فى إبلاغ الأمن عن بائعى المخدرات حول المدارس مع التواصل مع أولياء أمور الطلاب المترددين على تلك الكافيهات. خامسأ: هناك دور لوزارة التربية والتعليم فى تضمين المناهج الدراسية موضوعات تلقى الضوء على الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية للإدمان. سادسا: زيادة وتنشيط دور الإعلام والمسجد والكنيسة بالفكر الواضح والمؤثر فى الشباب نحو أضرار المخدرات لأنها تحرم الشباب- وهم عماد أى مجتمع- من القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، وبناء العقل الناضج والسليم. سابعا: أوضح التحقيق أن حجم إنفاق المصريين على المخدرات 131مليار جنيه ما يعادل 2.5 % من حجم الناتج المحلي، وأن ظاهرة الإدمان تمثل 10% من القوة العاملة و15% من طلاب الجامعة، والتنبيه على أن تعاطى أدوية المسكنات بصورة مبالغ فيها تظهر نتيجة إيجابية عند تحليل المخدرات، وأخيرأ فليعرف الشباب أن البناء الاقتصادى السليم لتنمية مواردنا وزيادة قدرتنا الإنتاجية والتنموية يكون فى ازدياد ونمو مستمر بقدر ما نحققه من القضاء على ظاهرة الإدمان، ومصادر جلب المخدرات. محمد صالح محاسب بالمعاش