حسناً فعل جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط عندما أكد أن سيناء ليست جزءاً من خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة باسم صفقة القرن، واصفًا كل من يتحدث فى هذا الأمر بأنه كاذب لا يعرف ما تحويه الخطة.. ليخرس بذلك كل الألسنة التى تحدثت عن اقتطاع جزء من شبه جزيرة سيناء كأحد بنود الصفقة. ولكن السيد جيسون اعترف اعترافاً خطيراً فى تصريحاته لشبكة سكاى نيوز عربية حين ذكر أن بلاده لا تتخذ قراراتها بناء على جهود السلام فقط وإنما بناء على ما هو فى مصلحتها.. كما فعلنا مع مرتفعات الجولان, ومع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتنا إليها.. واصفاً رئيسه ترامب بأنه رجل واضح يحاول دائما الالتزام بوعوده!. والمدهش أن الرجل يحذر بعد ذلك من ضياع الفرصة التى وصفها بأنها مهمة وتتعلق بمستقبل الفلسطينيين.. موضحا أن واشنطن ستقترح الخطة وأنه يجب على الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى أن يكونا على استعداد للتفاوض بشأنها, زاعما أن الطرفين سيكونان راضيين عن بعض أجزائها وغير راضيين عن الأجزاء الأخري!. ولكننا على يقين أن خطة ترامب المزعومة تم طهيها فى المطبخ الصهيونى ويجرى الترويج لها من جانب الحليف الأمريكي، وأن أى عدم رضا من جانب إسرائيل عن بعض أجزائها ليس إلا مجرد سيناريو سخيف فى مسرحية هزلية.. وأن العصا الغليظة هى سياسة ترامب التى سيتبعها للتعامل مع الفلسطينيين لإجبارهم على قبول إملاءاته وأوامره.. وأن تلك السياسة المقيتة لن تفلح مع الشعب الذى أطلق عليه الزعيم الراحل ياسر عرفات شعب الجبارين . من حق الخارجية الفلسطينية أن تعقب على تصريحات جيسون المستفزة بأن أى خطة لا تبنى على أساس حل الدولتين مصيرها الفشل ومزابل التاريخ وسيتم رفضها جملة وتفصيلا . ومن حقنا أيضا التأكيد أن التصريح بأن سيناء ليست جزءا من صفقة القرن لا يعنى موافقتنا على الجور على حقوق أشقائنا فى سوريا وفلسطين لإرضاء الأمريكيين!. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى