* الخارجية الفلسطينية: لم نتسلم أفكار مكتوبة ..ولن نقبل إلا بحل الدولتين أكد جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط أن سيناء ليست جزءا من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمعروفة إعلاميا باسم «صفقة القرن». وقال مبعوث ترامب للسلام فى الشرق الأوسط، فى تغريدة له بشأن خطتهم فى منطقة الشرق الأوسط والتى يطلق عليها «صفقة القرن» فيما يخص سيناء: «إن ما يتردد بأن سيناء جزء من هذه الخطة كاذب». وأضاف فى تغريدة على حسابه بموقع تويتر: «رجاء لا تصدقوا كل ما تقرأونه، فوجئت وحزين برؤية أشخاص لا يعرفون ما الذى تحويه خطتنا يختلقون وينشرون أخبارا كاذبة». وفى مقابلة تليفزيونية مع شبكة «سكاى نيوز عربية» أمس الأول، حذر مبعوث ترامب من إضاعة ما سماها «الفرصة»، وأضاف «سنقترح خطة سلام، ولكن يجب أن يكون الجانبان على استعداد للتفاوض بشأنها». ونفى انحياز الخطة للطرف الإسرائيلي، زاعما أن الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى سيكونان «راضين عن بعض أجزاء الخطة وغير راضين عن الأجزاء الأخري». وحذر جرينبلات من عدم استجابة الطرفين للخطة، قائلا «سيكونان قد أضاعا على نفسيهما فرصة مهمة، لا سيما الفلسطينيين الذين يهددون بعدم النظر إلى الخطة رغم أنها تتعلق بمستقبلهم». وأوضح أن الولاياتالمتحدة لا تتخذ قراراتها بناء على جهود السلام فقط، «فقراراتنا تتخذ بناء على ما هو فى مصلحة الولاياتالمتحدة، كما فعلنا مع مرتفعات الجولان، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. الرئيس ترامب واضح بأنه رجل يحاول دائما الالتزام بوعوده، يفعل ما يقول إنه سيفعله». أما بخصوص الأسس التى ستستند عليها الخطة، فقال إنه لا يوجد سبب لاستخدام «حل الدولتين»، لأن «كل جانب يفهمه بطريقة مختلفة» وأكد أنه «لن يؤدى أبدا إلى السلام». وفى أول رد فعل فلسطينى على تصريحات المبعوث الأمريكي، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن أى خطة أو مقترح أو صفقة لا تبنى على أساس حل الدولتين، مصيرها الفشل ومزابل التاريخ، وسيتم رفضها جملة وتفصيلا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وأوربيا ودوليا. وأشارت الوزارة، فى بيان لها، إلى أن فريق ترامب يواصل حملته الدعائية المضللة للرأى العام العالمى والمسئولين الدوليين والعالمين العربى والإسلامي، عبر الإدلاء بتصريحات ومواقف إعلامية بشأن ما تسمى «صفقة القرن»، ولا تخلو تلك التصريحات من بعض التسريبات والاعترافات الخاصة بمضمونها ومرتكزاتها ومنطلقاتها. واعتبرت الخارجية الفلسطينية تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط اعترافا بوضوح بأن قرارات الإدارة الأمريكية لا يتم اتخاذها بناء على جهود السلام، وإنما بناء على مصلحة واشنطن كأحد منطلقات صياغة صفقة القرن. وأضافت الوزارة فى بيانها «من الواضح أن مصلحة أمريكا كما تراها إدارة ترامب تتطابق تماما مع مصلحة إسرائيل كدولة احتلال، خاصة وأن المسئول فى البيت الأبيض يعترف أيضا أن حل الدولتين ليس أساس صفقة القرن». وأكدت الوزارة مجددا أن ما يتحدث عنه جرينبلات لا يمت بصلة لما يمكن تسميته بخطة سلام. وقالت إنه من المؤكد أن فريق ترامب وبنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى يعملان للقضاء على المشروع الوطنى الفلسطينى برمته، وأن الخطة تستهدف تقويض أى فرصة لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدسالشرقية عاصمة لها. ومن جانبه، أكد أسامه القواسمى عضو المجلس الثورى المتحدث باسم حركة «فتح» الفلسطينية أنه لا حل من قريب أو بعيد دون أن تكون القدس، كما أقرها القانون الدولي، عاصمة لفلسطين. وقال القواسمي: «نحن لم نستلم أفكاركم مكتوبة، وإنما استمعنا إلى تصريحاتكم ورأينا أفعالكم عبر عامين على الأرض والمخالفة للقانون الدولي، ولسنا بحاجة إلى أكثر من هذا الوضوح فى الأقوال والأفعال لكى نحكم على أفكاركم بأنها فاشلة وغير قابلة للتطبيق مطلقا». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن القواسمى قوله إن «مجرد اعتبار القدس موحدة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، كفيل أن نرفض أى شيء يصدر عنكم، فما بالكم بسلسلة القرارات المتتالية الظالمة والمجحفة بأبسط حقوقنا». وأضاف: «لا يمكن لنا أن نقبل حتى بقراءة أفكاركم التى صيغت بتطابق مطلق مع موقف اليمين الإسرائيلى المتطرف، والتى تلغى تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وتدخل الصراع فى دهاليز وأتون الصراع الدينى الذى سيحرق الأخضر واليابس». وقال: «من لا يعرف هذه الأبجديات أو يتعامى قصدا ويرى الأمور بعيون نيتانياهو، لا يستطيع أن يقدم أفكارا قابلة للتطبيق، أو أن يصنع السلام المبنى على الحق والقانون الدولي». وأضاف أن «جرينبلات وإدارته مخطئان إذا ظنوا أن السلام يصنع بالضغط والخنق والتهديد والوعيد وفرض الأمر الواقع، فشعبنا وقيادتنا لا يخافون التهديد والوعيد، ونسعى لسلام حقيقى مستند إلى الحق والقانون الدولي».