على الرغم من أن العلاقات المصرية الأمريكية تشهد تطورا كبيرا، فإن تصريحات مايك بومبيو التى أطلقها على مقربة من زيارة الرئيس المصرى الأخيرة إلى أمريكا، عن أن محاولة مصر الحصول على الطائرة الروسية سوخوى 35 ربما يعرضها للعقوبات الأمريكية هو أمر يبدو غير مفهوم بالنسبة لى، فأولا لهجة تهديد مصر غير مقبولة أو منطقية على الجملة والتفصيل، وخاصة أن مصر وأمريكا تفتحان صفحة جديدة بعد صدام أعقب الدور الأمريكى فى التآمر على مصر من خلال مخطط الربيع العربى، ثم إن الحديث عن أن حصول مصر على السوخوى 35 الروسية يهدد السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على سماء المنطقة غير منطقى، فى ظل حصول تل أبيب على الطائرة إف 35 الأمريكية بما يعد تهديدا لأمن النفوذ المصرى فى سماء المنطقة، ثم محاولة المقارنة بين الحالة المصرية والحالة التركية والتذكير بأن واشنطن ربما تفرض عقوبات على أنقرة بعد حصولها على منظومة الدفاع الجوى الروسية إس 400، والتى ترتب عليها تعليق حصول تركيا على الطائرة إف 35 رغم أنها تشارك فى تصنيع أحد مكوناتها، تبدو غير مفهومة لأن الحالتين مختلفتان تماما، فتركيا هى عضو فى حلف الناتو وإقدامها على امتلاك صواريخ «إس 400» مسألة تمس «فنيا» منظومة الطيران والدفاع الجوى التابعة للحلف، بينما حصول مصر على الطائرة الروسية سوخوى 35 ليس فيه هذا التأثير على عمل حلف الناتو الذى ليست مصر عضوا فيه أساسا.. الموضوع هو صراع فى ساحة «تجارة السلاح» التى يبدو أن موسكو تحقق فيها تقدما نوعيا محسوسا، ونحن لسنا طرفا فى هذا الصراع، ومحاولة تهديد مصر بمنع المعونة الأمريكية العسكرية أو اقتطاع جزء منها، أمر ينبغى أن يراجعه كل من يتفوه به، فمصر تحصل على تلك المعونة لمساعدتها على توطيد السلام الذى وقعت اتفاقيته فى كامب ديفيد، ومبلغ هذه المعونة ليس كبيرا إلى الدرجة التى تجعله أداة للضغط.. مصر تسعى لبناء علاقة متميزة وشراكة ناجحة مع الجانب الأمريكى ولكن محاولة الهيمنة على استقلالية القرار المصرى هى لغة منقرضة انتهى مبرر وجودها منذ أن تحدى المصريون الإرادة الأمريكية فى 30 يونيو وأطاحوا بمحمد مرسى أول جاسوس مدنى منتخب وجماعته الخائنة من سدة الحكم فى مصر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع