يعكس الاتصال الهاتفى الذى أجراه الرئيس السيسى أول من أمس مع الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السوداني, المكانة الكبيرة التى يحظى بها السودان لدى مصر قيادة وشعبا، ويؤكد أن مصر تقف قلبا وقالبا إلى جانب السودان فى هذه المرحلة الانتقالية التى يمر بها، وتقدم له كل اشكال الدعم والمساندة من أجل أن يعبر إلى بر الأمن والاستقرار. الموقف المصرى من السودان ينطلق دائما من روابط الأخوة والوشائج التى تربط بين شعبى وادى النيل منذ قديم الأزل، كل منهما حريص على أمن واستقرار الآخر، ولذلك تنحاز مصر دائما إلى مصلحة السودان وتدعم خيارات الشعب السودانى فى تقرير مستقبله، وفى الاتجاه نحو غد أفضل من الاستقرار والتنمية والازدهار الاقتصادى الذى يلبى طموحات الشعب السوداني. ولذلك تسخر مصر كل إمكاناتها المادية والمعنوية لدعم السودان شعبا وقيادة من اجل التغلب على التحديات التى يواجهها حاليا بعد التغييرات السياسية التى شهدها مؤخرا، وبدء مرحلة جديدة فى تاريخه يقودها المجلس العسكرى الانتقالي. ولا شك أن المرحلة الانتقالية التى يمر بها السودان تتطلب أولا التكاتف بين جميع السودانيين من أجل الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية، وأن يكون الحوار بين مختلف الأطراف هو المنهج الاساسى لرسم معالم المرحلة المقبلة فى إطار تغليب مصلحة السودان العليا على أى اعتبارات شخصية أو فئوية أو حزبية. وثانيا إعادة ترتيب الأولويات العاجلة وأن يتزامن المسار السياسى مع المسار الاقتصادى خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية التى كانت أحد عوامل اندلاع الاحتجاجات الشعبية فى البلاد منذ أربعة أشهر، وهو ما يتطلب الانخراط السريع فى تحقيق التنمية وتوظيف الموارد كما يتطلب أيضا الدعم العربى والدولى لمساعدة السودان فى التغلب على الصعاب الاقتصادية. ولا شك أن الشعب السودانى العظيم الذى أظهر عراقته ووعيه أمام العالم أجمع، قادر على تجاوز تلك المرحلة الانتقالية نحو تحقيق الأمن والاستقرار، وبما يحقق تطلعاته فى الازدهار والرفاهية والتنمية وبما يحافظ على وحدة السودان وسيادته واستقراره وبناء مؤسساته، وستظل مصر عونا وسندا للسودان الشقيق. لمزيد من مقالات رأى الأهرام