تتابع الشعوب العربية جميعها باهتمام التطورات التى يمر بها السودان فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث، وفى المقابل تراقب القاهرة بدقة ما يجرى فى السودان الأقرب لقلوب وعقول كل المصريين. ولا تختلف القيادة المصرية ولا الرأى العام المصرى فى عملية الثقة الكاملة بقدرة الشعب السودانى الشقيق وجيشه الوطنى على تجاوز التحديات بما يحقق الاستقرار والرخاء والتنمية. ووسط التطورات المتلاحقة فقد سارعت العديد من الدول العربية فى إعلان تضامنها مع الشعب السوداني، ورحبت بتسلم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئاسة المجلس العسكرى الانتقالى السوداني، فى خطوة تجسد تطلعات الشعب السوداني، فى الأمن والاستقرار والتنمية، كما أكدت دعمها وتأييدها الخطوات التى أعلنها المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان للمحافظة على الأرواح والممتلكات، والوقوف إلى جانب الشعب السوداني.. معربة عن أملها فى أن يحقق ذلك الأمن والاستقرار للسودان الشقيق. وفى الوقت نفسه دعت الدول العربية جميع القوى السياسية والشعبية والمهنية والمؤسسة العسكرية فى جمهورية السودان إلى الحفاظ على المؤسسات الشرعية، والانتقال السلمى للسلطة وضمان مستقبل أفضل لأبناء السودان الشقيق والحفاظ على الوحدة الوطنية. من ناحية أخرى، يؤكد ما حدث فى السودان والجزائر وليبيا صحة ما نادت به مصر منذ سنوات من ضرورة الحفاظ على الجيوش الوطنية ، وذلك لأنها هى التى تحمى الشعب فى النهاية، وأصبحت حاسمة فى التحرك لمصلحة الشعب وحماية تحركاته الداخلية بنفس ضرورة وجودها القومى لحماية حدود بلادها. ومرة أخرى تثبت الأحداث ترابط المصير العربى ، وأن مصر بوصفها الدولة العربية الكبرى لا يمكنها أن تتجاهل الأحداث المتلاحقة حولها ومحاولات الإرهاب ضدها، والتى تؤكد أن اللاعب لإرباك المنطقة واحد وأن المنقذ واحد، ومما لا شك فيه أن انهيار الإخوان فى ليبيا وإبعادهم عن حلم حكم الجزائر، وكذلك السودان، بما يعنى نهاية دورهم فى المنطقة ربما يعنى أيضا أن تمويلهم لا يحقق لقطر وتركيا فائدة، وبالتالى سيتم الاستغناء عنهم أو تركهم لمواجهة مصيرهم مع شعوبهم. وقد أكدت تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى أمس حول الشأن السودانى ثبات الموقف المصرى فيما يتعلق بالشأن السودانى، حيث أكد دعم مصر خيارات الشعب هناك، كما أعرب عن ثقة مصر فى قدرة مؤسسات الدولة السودانية بما فيها القوات المسلحة على الخروج من الأزمة الحالية وتلبية تطلعات المواطنين السودانيين . ويبقى أن المرحلة الحالية والفترة المقبلة دقيقة للغاية وسوف تحدد مستقبل العديد من الدول العربية، ولكن فى هذه اللحظة كل ما يهم مصر حكومة وشعبا هو استقرار ووحدة السودان الشقيق، والحفاظ على العلاقة الأزلية مابين القاهرة والخرطوم. لمزيد من مقالات رأى