* رئيسة المهرجان: لا حدود للخيال الفنى واخترنا الأفلام بلا قيود بإستراتيجية واضحة الهدف والقيمة دخلت إدارة مهرجان «قابس سينما فن» التونسى عامها الأول ليس كمنافس للمهرجانات العربية فقط بل للوصول إلى المناطق الأكثر احتياجا للثقافة والفنون والبعد عن العواصم المتشبعة بالمهرجانات المتعددة. هذه الاستراتيجية الواضحة حققت ثمارها الفكرية وهذا ما لمسته من خلال الحضور الجماهيرى لفاعليات المهرجان. وقد أكد لى أحد أبناء مدينة قابس عندما سألته عن أهمية المهرجان أن الثقافة تبنى الثقافة وتواجه التطرف والإرهاب، وتصنع إنسانا إيجابيا لا تخاف عليه من أى شيء وتواجه به أى شوائب فكرية. وأضاف: عشنا سنوات بلا أى تظاهرات فنية أو ثقافية وفِى هذه الفترة نعيش أجواء البهجة . فكرة المهرجان الوليد ليكون تظاهرات فنية عدة فى مهرجان واحد تحت عنوان واحد «قابس سينما فن» فإلى جانب عروض الأفلام هناك احتفالات غنائية وهناك عروض فيديو أرادوا بها أن يكون احتفالا بفنون الصورة, وحسب ما أكدت رئيسة المهرجان المخرجة فاطمة الشريف ل« الأهرام» أن المهرجان يتطلع لأن تكون قوته فى جمهوره خاصة أنه منفتح على أعمال فنية ثرية، وتجمع عددا من الفنون منها السينما، والفنون المعاصرة التى تخلق لدى الإنسان خيالا وحلما وذاكرة بصرية، ولا نريد أن نتوقف على حدود الفن السابع لذلك قمنا بتعزيز هذه التظاهرة السينمائية بعدة تظاهرات أخرى لتشمل كامل مدينة قابس. وقالت: نعم نريد ثراء الوجدان والوصول الى الأماكن العامة وأماكن الحياة اليومية.. نريد من مهرجان «قابس سينما فن» أن يكون احتفالا بالصورة. وأشادت بحضور نجوم السينما المصرية لفاعليات المهرجان وقالت: لقد أتوا بحب كبير أما الأفلام المصرية التى تم اختيارها فى مسابقات المهرجان فكان لتميزها واختلافها، ولأنها أفلام حقيقية تتطابق مع أفكارنا وهدفنا الكبير فيما يقدم من أفلام لجمهور قابس. وقالت: أن يكون المهرجان عربيا فى مسابقاته فهذا هو الهدف الكبير لنا لأن حلمنا لابد أن يكون نابعا من عمقنا العربى بالأساس حتى لو كان عندنا ثقافات أخرى ولكن نحن عرب نتأثر ونؤثر بكل ما يحاط بنا فى البلدان العربية فهذا مجتمعنا الأول ويجب أبدا ألا نخشى من ثقافة الآخر وإنما نأخد منها ما يناسبنا ويسهم فى هدفنا الكبير وهو تنمية الثقافة فى المجتمعات ومن هنا أقول ان اختيار الأفلام لم يكن اختيارا للأفلام الجماهيرية وإنما للأفلام التى تترك أثرا إنسانيا مستمرا. وأكدت المخرجة فاطمة الشريف أن للمهرجان هدفا سياسيا بالتأكيد وأننا منفتحون مع الجميع وكل الاتجاهات. ولم يطلب منا وضع أى حدود لاختياراتنا للأفلام فلم يتدخل أحد فى استراتيجية وأهداف المهرجان بل إننا اخترنا فيلما تونسيا يراه البعض مثيرا للجدل لكونه يتناول علاقة حب بين رجلين وحدث نقاش بشأن عرضه وفى النهاية قلنا لا نحجر على الجمهور. فهو وحده من يعطى النجاح للعمل الفني. واعتبرت فاطمة الشريف أن ندوة «مستقبل السينما العربية» بالنسبة لها قضية أساسية وأن حدوث نقاش سينمائى كبير حول هذا الموضوع شيء مفيد للغاية. ونطمح ان يكون المهرجان نقطة لقاء بين المحترفين لتبادل الأفكار حول سوق السينما، ودور السوق العالمية فى التأثير على السينما العربية، وما روابطها مع الجماهير فى العالم العربي؟ وهل هذه الأفلام مخصصة بالدرجة الأولى للمهرجانات الدولية أم أنها موجهة للجماهير فى المنطقة؟. واختتمت فاطمة الشريف حديثها بانتقاد من يروجون بأن السينما تشوه الأوطان وقالت إن السينما تبنى وتنير وتدعو للتفكير ولا أعتقد أن هناك فيلما يمكن أن يهدم وطنا مادام هذا الوطن أو ذاك متماسكا قويا تقوم أركانه على الحق والعدل والمساواة. نجوم مصر يتألقون ولان السينما المصرية لها قبول وتلاقى شعبية فكانت المشاركة المصرية كبيرة فحرص نجوم السينما وصناعها على حضور المهرجان ومنهم إلهام شاهين وبشرى ومنى هلا والمخرج أحمد فوزى صالح وهند صبرى والمؤلف مدحت العدل والمنتج جمال العدل والمخرجة هالة لطفى والمخرج آدم عبد الغفار والمخرجة هنا محمود. أما على مستوى مشاركات الأفلام فكان الافتتاح بفيلم «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبد الله السيد واستقبل بحفاوة حتى أن أحد مساعدى السكرتير الثقافى اليابانى الذى كان حاضرا أبدى إعجابه وقال لى بلهجة عربية صحيحة: لقد أعجبت بالفيلم. وتنافس السينما المصرية بستة أفلام فى مسابقات المهرجان ففى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يشارك فيلما «يوم الدين» للمخرج» أبوبكر شوقي» و«ورد مسموم» للمخرج أحمد فوزى صالح. وفى مسابقة الأفلام الوثائقية يشارك فيلما «تأتون من بعيد» للمخرجة أمل رمسيس و«الجمعية» للمخرجة ريم صالح. وفى مسابقة الأفلام القصيرة يشارك فيلما «زى الشمس» للمخرجة هنا محمود «وشوكة وسكينة» للمخرج آدم عبدالغفار . ومن التظاهرات المهمة تظاهرة الفنون البصرية فى الفضاء العام التى تقام على هامش المهرجان وتهدف إلى تقريب الفن المعاصر من جمهوره وذلك عبر العمل حول الوسائط التى تقدم الفن المعاصر ومنها الفيديو مع الكازما والأحواز و«الكازما» مخبأ من بقايا الحرب العالمية الثانية وتم استخدام 9 حاويات بيضاء اللون ويعرض فيها أفكار ورؤى فنانين من مختلف دول العالم. أما على مستوى الأفلام المعروضة فتناول كثير منها قضايا تحمل عمقا إنسانيا ويحسب لإدارة المهرجان نجاحها فى اختيار أفلام تعرض لأول مرة فى تونس. ومن الإيجابيات الأخرى للمهرجان تخصيص قسم للأطفال. وعرض أمس فيلم يوم الدين للمخرج ابو بكر شوقى ويعرض اليوم فيلم ورد مسموم بحضور مخرجه احمد فوزى صالح، كما تقدم النجمة هند صبرى محاضرة ماستر كلاس عن ادارة الممثل.