أظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات العامة الإسرائيلية أمس فوز رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو بفترة ولاية خامسة، إذ من المقرر أن يمنحه تكتل أحزاب اليمين أغلبية برلمانية واضحة ، وذلك رغم المنافسة الشديدة بينه وبين خصمه الرئيسى بينى جانتس. ومع فرز أكثر من 97% من الأصوات، لم يحقق أى حزب أغلبية تؤهله للحكم بمفرده، لكن من الواضح أن نيتانياهو فى وضع قوى لتشكيل ائتلاف حكومى مع أحزاب يمينية أخرى تدعمه. ومن جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلى «مكان» أن حزب «الليكود» بزعامة نيتانياهو حصل على 37 مقعدا ، متقدما بفارق مقعد واحد على منافسه تحالف «أزرق أبيض» بزعامة جانتس الذى حصل على 36 مقعدا، فى حين فاز تكتل أحزاب اليمين ب 66 مقعدا بالكنيست البالغ عددها 120 مقعدا ، مقابل 54 مقعدا فى المجمل لمعسكر اليسار، وبالإشارة إلى إعلان أحزاب تكتل اليمين فى وقت سابق أنها ستدعم بقاء نيتانياهو فى السلطة حال دخولها البرلمان، فإن ذلك يرجح أن الليكود سيحشد ما يكفى من الدعم للسيطرة على أغلبية «واضحة» فى البرلمان وسيقع الاختيار على رئيس الوزراء لرئاسة الحكومة الائتلافية المقبلة فى يوليو المقبل. أما اليسار، فقد تلقى ضربة بحصوله على ستة مقاعد فقط، وقالت شيلى ياشيموفيتش القيادية فى حزب العمل التاريخى إنها «تحت تأثير الصدمة». وفشل حزبا «الهوية» و«جسر« و «اليمين الجديد» فى تجاوز نسبة الحسم لدخول الكنيست. وعن الأحزاب العربية، فقد حصلت الجبهة والعربية للتغييرعلى 6 مقاعد، بينما حصل التجمع والقائمة العربية الموحدة على أربعة مقاعد وسط تراجع كبير فى نسبة المشاركة العربية فى الانتخابات إلى نحو 51%. وبتوليه رئاسة الحكومة للمرة الخامسة، يصبح نيتانياهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء فى السلطة، ليتفوق بذلك على ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء. ووعد نيتانياهو «بحكومة يمينية»، بينما بدأ اتصالات مع قادة الأحزاب اليمينية الأخرى لتشكيل ائتلاف حكومي، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن نيتانياهو سيعتمد على شركائه التقليديين من الأحزاب الدينية المتطرفة واليمينية فى تشكيل الحكومة مثل حزب شاس واتحاد يهودية التوراة وحزب كلنا وحزب إسرائيل بيتنا بزعامة وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان. من جهته، قال جانتس زعيم تحالف أبيض أرزق، فى خطاب لأنصاره بعد تحديث نتائج الانتخابات:«قد تبدو السماء ملبدة بالغيوم، لكن لا يمكنها أن تحجب شمس الأمل الذى أحييناه». وما لم يعدل جانتس عن تعهداته الانتخابية بالنأى عن نيتانياهو، وينضم إليه فى ائتلاف واسع فى المستقبل فإنه سيرأس فيما يبدو معارضة برلمانية من يسار الوسط.