مع أنه من السابق لأوانه أن يتكهن أحد بنتائج القمة الأمريكية بين الرئيسين دونالد ترامب وعبد الفتاح السيسى فى البيت الأبيض إلا أن الذى تجمع عليه جميع الدوائر ذات الصلة بالعلاقات المصرية الأمريكية أن قمة «الثلاثاء» حسمت أمورا كثيرة باتجاه ترسيخ الروابط المتينة بين القاهرة وواشنطن ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية وإنما أيضا على صعيد المكاشفة والمصارحة بشأن الرؤى المتباينة بين البلدين فى العديد من القضايا الحساسة مثل القدس والجولان بالتوازى مع الرؤى المتطابقة بشأن مكافحة الإرهاب وضرورة تعظيم جهود التنمية فى الشرق الأوسط كأحد أهم ركائز صنع الاستقرار الإقليمي. وربما تكتسب قمة «الثلاثاء» فى البيت الأبيض أهمية قصوى فى أنها تجيء فى مطلع تحرك سياسى شامل للرئيس السيسى بزيارتين بالغتى الأهمية خلال هذا الشهر لكل من فرنسا والصين فضلا عن استكمال طرقه لأبواب إفريقيا بزيارة السنغال وكوت ديفوار بعد نجاح زيارته إلى غينيا التى سبقت قمة الثلاثاء فى البيت الأبيض مباشرة. وإذا لم تخنى الذاكرة فإن هذه أول مرة يقوم فيها رئيس مصرى بزيارة 3 دول عظمى دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولى فى غضون شهر واحد مما يعكس حرص مصر على تعزيز مكانتها ودورها فى الساحة الدولية من خلال خارطة طريق تستند إلى رؤية استراتيجية تستهدف محاصرة العديد من بؤر التوتر وعدم الاستقرار فى مناطق عديدة من العالم وضمنها المنطقة العربية. ومن حسن الحظ أن من يديرون السياسة المصرية واعون تماما لصعوبة المراهنة على الأمانى المطلقة التى تبتعد كثيرا عن الواقع أو تخاصم قواعد الحساب السياسى الصحيح ودروس التاريخ المتعاقبة وثوابت الجغرافيا الأزلية بل إن أعظم ما يحسب للسياسة المصرية صواب إدراكها لخطأ الارتكان فقط على النظريات السياسية المجردة فى قراءة وتوصيف المشكلات والأزمات الدولية ورسم حلول لها من خلال خطط على الورق يصعب تحويلها إلى تحركات فاعلة على أرض الواقع بفهم وقبول صادق من المجتمع الدولي.. وهذا هو سر احترام العالم لمصداقية السياسة المصرية. خير الكلام: أهمية الصديق تتجلى فى وقت الضيق! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله