لعلى لا أبالغ إذا قلت إن الزيارة الوشيكة التى سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أثيوبيا تذكرنى بالزيارة التاريخية التى قرر الرئيس الراحل أنور السادات القيام بها للقدس عام 1977 لأن كلا الزيارتين مع الفارق الزمنى والسياسى ترتكزان إلى دبلوماسية المبادرة والاقتحام فى عقر دار الأزمة... ومثلما كان الرئيس السادات قد أيقن أن كل أبواب الحلول السياسية عبر الوسطاء الدوليين باتت موصدة وتعنى وضع مصر أمام خيارين لا ثالث لهما إما العودة للحرب والسلاح لاسترداد الأرض السليبة أو شن الهجوم الدبلوماسى والسياسى على إسرائيل فى عقر دارها ووضعها أمام اختبار جاد حول قبولها للسلام من عدمه وهو نفس المنهج الذى أعتقد أن الرئيس السيسى توصل إلى شبيهه فى ضرورة التعامل السريع والفورى مع أزمة سد النهضة ومخاطبة الأثيوبيين فى برلمانهم مثلما خاطب السادات الإسرائيليين فى الكنيست. والحقيقة أن استراتيجية الهجوم بالدبلوماسية فى الحالتين تجىء انعكاسا لإرادة ومشاعر شعب مصر الذى كان يرى فى استمرار احتلال سيناء شيئا فوق الطاقة والاحتمال ولا يمكن ترحيله لأجيال قادمة وهو ذات الشيء الذى - حسب اعتقادى - يحكم حركة السياسة المصرية تحت رئاسة السيسى باعتبار أن مسألة مياه النيل بالنسبة للمصريين مسألة حياة أو موت وأنها قضية لا تحتمل أى إبطاء أو تأخير فى التعامل خصوصا أن موقف مصر واضح ومحدد فى أنها لا تعارض أى مشروعات تقوم بها أثيوبيا لجلب الخير لشعبها ولكن بشرط ألا يترتب على هذه المشروعات أضرار تقترب من أن تمثل تهديدا للأمن القومى المصرى فضلا عن أن مصر لديها أوراق ورؤى تجعل من هذه المشروعات الأثيوبية مصدر خير مشترك لمصر وأثيوبيا والسودان. وفى حدود علمى فإن الرئيس السيسى يحمل معه فى زيارته للخرطوم وأديس أبابا ملفا أمنيا وفنيا شاملا يحوى مراجعة دقيقة لوثيقة سد النهضة وسط احتمالات بأن تشهد الخرطوم قمة مصرية سودانية أثيوبية اليوم قبل أن يتوجه الرئيس بعد ذلك إلى أثيوبيا. فهل هناك من يشك فى صحة صيحة السيسى بأن مصر تستيقظ من سباتها وأن مصر لن تموت!. خير الكلام : مصر عادت تقتفى مجدها الأسمى.. إخاءً وتنظيما وعلمًا وهمة !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله