عندما يحرص الرئيس الأمريكى على الالتقاء بالرئيس المصرى كل عام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى يشارك فيها معظم زعماء العالم فإن الأمر أكبر من أن ينظر إليه فى إطار كيمياء العلاقة الودية الخاصة التى تجمع بين السيسى وترامب. أريد أن أقول: إن منطقة الشرق الأوسط بسبب ظروفها المعقدة والملتبسة فى السنوات الأخيرة أصبحت تمثل جزءا مهما وحساسا من أجندة السياسة الخارجية الأمريكية بأكثر من أى وقت مضى، ومن ثم يعلق الرئيس ترامب أهمية كبرى على الاستماع للرئيس السيسى والتعرف على رؤيته فى الترتيبات المرتقبة لكيفية التعامل مع قضايا المنطقة، وكلها أمور مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرب ضد الإرهاب. ولأن مصر تدرك أهمية الدور الأمريكى فى توجيه بوصلة السياسة الدولية، يجيء الحرص المضاعف من جانب الرئيس السيسى على اغتنام فرصة وجوده فى نيويورك لكى يجلس وجها لوجه مع ترامب لاستعراض أحداث السنوات القليلة التى مضت، وكيف يمكن للتعاون المصرى الأمريكى إزاحة العواصف والسحب الداكنة التى تغطى سماء الشرق الأوسط وتسهم فى استمرار اشتعال البرق ودوى الرعد، وبالتالى تعثر جهود التسوية السياسية فى كل بؤر التوتر. ومن حسن الحظ أن يلتقى السيسى مع ترامب وجها لوجه مستندا إلى صحة رؤيته التى نقلها لترامب فى أول لقاء جمع بينهما، والتى ارتكزت على اعتبارات تعكس فهما صحيحا لنفسية شعوب المنطقة وضرورة مراعاة مصالحها القومية بالتوازى مع مراعاة المصالح العليا لأمريكا أيضا حتى لا تزداد المسافات ابتعادا، وتتسع الخلافات وتتعمق بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية التى انزلقت بتفعيل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى أبعد درجات الاستفزاز! ولا أحد يعرف حتى الآن ما الذى دار فى لقاء السيسى وترامب وجها لوجه، لكن الأمر المؤكد أن المصارحة والمكاشفة كانت عنوانا يتفق مع شخصية ومزاج الرجلين.. هكذا أعتقد! خير الكلام: أصحاب الحق مثل جبال شاهقة لا تهزها العواصف والرياح! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله