وسط إجراءات أمنية مشددة، يتوجه الناخبون الإسرائيليون صباح اليوم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست التي تنطوي علي رهانات كبيرة بشأن تمديد ولاية رئيس الوزراء الحالي بنيامين نيتانياهو الطويلة في السلطة، علي الرغم من سلسلة اتهامات الفساد ضده والمنافسة القوية من قبل الجنرال السابق بيني جانتس رئيس الأركان السابق وزعيم تحالف «أزرق أبيض». وأظهر آخر استطلاعات الرأي أن نيتانياهو قادر علي الفوز مرة أخري خاصة وأنه يدعم سمعته من خلال الترويج لنفسه كضامن لأمن إسرائيل ونموها الاقتصادي بعد أن أمضي أكثر من 13 عاما في المنصب. كما أظهرت الاستطلاعات أن كلا من تحالف الليكود و«أزرق أبيض» سيحصلان علي 30 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، أقل بكثير من الأغلبية المطلقة، وهذا مايتطلب تشكيل تحالفات كما هو معتاد في إسرائيل. ويحذر محللون من التكهن بنتائج الانتخابات من الآن، مشيرين إلي عدد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم واحتمال فشل الأحزاب اليمينية الأصغر في الفوز بنسبة 3.25% وهي نسبة الحسم المطلوبة لدخول البرلمان. وقبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام نحو 6 ملايين ناخب، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ما أطلق عليه «اجتماع طارئ» في مقر إقامته بالقدس لتحذير أعضاء حزبه والحلفاء السياسيين من أن الحكومة في خطر حقيقي وأنه لايعتقد أن حزب الليكود سيحصل علي دعم الأغلبية ليتسلم مهمة تشكيل الحكومة المقبلة. وقال نيتانياهو لأعضاء الليكود:«يجب علينا تضييق الفجوة، وأقول لكم إنه إذا لم يحدث ذلك، فسيكون يائير لابيد رئيسا للوزراء»، في إشارة إلي المرشح الثاني في قائمة تحالف «أزرق وأبيض» الذي سيتولي رئاسة الوزراء بعد بيني جانتس إذا فاز الحزب. وكان نيتانياهو قد أصدر نداءات للحصول علي دعم الناخبين اليمينيين، قائلا: إن اليمين معرض لخطر فقدان قبضته علي السلطة إذا خرج تحالف جانتس «أزرق أبيض» من الانتخابات بفارق أربعة مقاعد علي الليكود. وأضاف نيتانياهو أن وسائل الإعلام كانت تحاول جعل الناخبين من الليكود «غارقين في النوم». وفي مقابلة صباح أمس أجرتها قناة «12»التليفزيونية الإسرائيلية، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي ادعاءه بأنه قد لايكون لديه العدد المطلوب من التوصيات من قادة الأحزاب الأخري ليتم تنفيذ طلبهم بتشكيل الحكومة. وجاءت تحذيرات نيتانياهو علي الرغم من استطلاعات الرأي التي توقعت فوز أحزاب يمينية وأحزاب دينية بأغلبية المقاعد، ممايشير إلي أن نيتانياهو سيكون لديه طريق مباشر نسبيا لتشكيل ائتلاف حاكم. كما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تصريحاته حول فرض «السيادة الإسرائيلية» علي جميع المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة في حالة فوزه في الانتخابات، وزعم في الوقت نفسه أنه سيتوصل إلي «سلام حقيقي ومسئول مع الفلسطينيين»، وشدد علي أنه التقي عددا غير قليل من الزعماء العرب. وأضاف أنه سيضم إلي إسرائيل «جميع المستوطنات وكل نقطة استيطانية، لكن هذا الأمر يستغرق وقتا. وأفضل أن أفعل ذلك بالاتفاق (مع الأمريكيين). وقد تحدثت حول ذلك مع ممثلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقلت لهم: رأيي أنه لا مفر من ذلك، وأعتقد أن هذا صحيح أيضا. لكن هذا سيحدث، وهذا ليس أمرا أعد للانتخابات. وتعين علي أن أعبر ثلاث مراحل. في المرحلة الأولي تعرضت لضغط كبير، وقد صمدت أمام ضغوط هائلة. إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قالت لي: لا تبني بالمستوطنات ولو حجرا واحدا، وتغلبنا علي ذلك.وانتقلنا إلي المرحلة الثانية وهي البناء المكثف، والآن سننتقل إلي مرحلة فرض القانون علي المستوطنات. وأفضل أن أنفذ ذلك تدريجيا وبموافقة أمريكية وقد تؤدي هذه الخطوة المثيرة للجدل إلي القضاء علي الآمال في حل الدولتين مع الفلسطينيين خاصة إذا تم ذلك علي نطاق واسع». وفي مواجهة اتهام محتمل في ثلاث قضايا فساد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، من بينها قضية رشوة، سرت شائعات بأن نيتانياهو سيسعي بعد الانتخابات إلي أن يدعم الائتلاف ،الذي يأمل تشكيله، مايسمي ب «القانون الفرنسي»، والذي سيحميه من الملاحقة القضائية طالما بقي في منصبه.وهناك احتمال آخر تم طرحه وهو استعادة التشريعات التي تمنح أعضاء الكنيست حصانة برلمانية تلقائيا. لكن نيتانياهو أخبر قناة «12»: «لن يكون هناك قانون فرنسي ولا تغيير في قانون الحصانة». من جانبه، نفي بيني جانتس زعيم تحالف «أزرق أبيض» تأكيد نيتانياهو أن «الحكم اليميني في خطر» ، وقال في مقابلة مع «راديو الجيش» إن سيطرة نيتانياهو علي السلطة فقط هي التي كانت في وضع غير مستقر وأن نيتانياهو في خطر» كما رفض زعيم تحالف «أزرق أبيض» تصريحات رئيس الوزراء بتوسيع السيادة الإسرائيلية علي مستوطنات الضفة الغربية واعتبرها «حيلة انتخابية»، متعهدا بتشكيل «مجلس للمصالحة مع ممثلين عن الائتلاف والمعارضة»في حالة فوزه.. وأضاف جانتس أن إسرائيل بحاجة إلي الاختيار بين «اتجاه الوحدة والاتصال والأمل» واتجاه «التطرف» وسرعان ما توالت ردود الفعل الدولية علي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ضم المستوطنات. ففي الولاياتالمتحدة، وصف بيتو أوروك، عضو الكونجرس السابق عن ولاية تكساس والمرشح الديمقراطي المحتمل في سباق الانتخابات الأمريكية 2020، رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه «عنصري». وقال أوروك إن «إجراءات نيتانياهو ستجعل السلام علي المدي الطويل أمرا مستحيلا». وتحسبا لأي هجمات محتملة أو أعمال عنف خلال عملية التصويت في الانتخابات، أغلق الجيش الإسرائيلي اليوم المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة وفرض طوقا أمنيا لمدة 24 ساعة في الوقت الذي انتشر فيه أكثر من 17 ألف شرطي من بينهم عناصر من حرس الحدود والمتطوعون إلي جانب آلاف من قوات الأمن في مراكز الاقتراع المختلفة في أكثر من 10 آلاف من صناديق الاقتراع الموزعة علي 4 آلاف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، من أجل الحفاظ علي النظام والأمن العام، وضمان سريان العملية الانتخابية وفقا للقانون. وأكد الجيش في بيان أن قرار إغلاق جميع نقاط التفتيش والمعابر اعتبارا من منتصف ليلة أمس يأتي استنادا إلي «تقييم أمني»، مضيفا أن نقاط العبور ستبقي مفتوحة للحالات الإنسانية والطبية فقط.