نحتفل هذه الأيام بيوم اليتيم يظن البعض أن اليتيم هو من فقد أبويه بموتهما أو أحدهما, فاليتيم يتم العطف عليه سواء من أقاربه أو جيرانه أو حتى زملائه ولكن من تخلى أبوه عنه يصبح بالطبع يتيماً.. وإليكم بعض حكايات هؤلاء أولى هذه الحكايات لأسرة مكونة من ثلاثة أفراد، بنتين وولد تركهم أبوهم وغادر البيت، كانت الكبرى طالبة فى إعدادى والثانية فى الابتدائية والأخير لم يلتحق بالتعليم وعلموا أنه لا يريد أولاده ولا يشعر بهم وقرر العيش بمفرده.. وتقول الأبنة الكبرى التى أصبحت الآن طبيبة إنه لولا وجود أمها معها ما وصلت إلى ما وصلت إليه وتخرجت أختها من طب الأسنان أما أخوها الاصغر فأصبح طالبا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لإصرارهم على النجاح والتفوق وعن حياتهم دون أب تقول فجأة وجدنا أنفسنا دون أبى ودون أمى التى تعمل طوال الوقت لتصرف علينا فأبى لايرسل لنا شيئا والمصاريف كثيرة، وكنا لا نجد رغيف الخبز لاعداد سندويتشات للمدرسة.. رغم أنها أيام صعبة لكنها مرت ، فلم نحرم من الأب فقط بل حرمنا من رعايته وحنانه.. أما الحكاية الثانية فهى لصبى وحيد، أبوه رجل أعمال تتجاوز ثروته عدة ملايين من الجنيهات من أراض وشقق هوايته الأولى جمع الثروة.. ورغم كل هذه الأموال فإنه يرفض أن يقيم معه أو ينفق عليه مليما، وتبدأ القصة عندما كان الصبى فى المرحلة الاعدادية.. قام الأب بطرده ورفض أن يدفع له مصاريف تعليمية.. ويقول الصبى: لاأحد يتخيل مدى الحرمان الذى أشعر به عندما أرى أحد زملائى وهو يمشى مع ابيه وأتساءل لماذا ليس لى أب يعاملنى بالمثل. والحكاية الثالثة يقول بطلها تم طلاق أمى وأبى وكنت فى الصف الأول الابتدائى وظللت حتى السادسة الابتدائى لا أعرف عن أبى شيئا حتى جاءت عمتى وبدأت أتعرف على أهل أبي..وسافرت أمى للعمل فى إحدى الدول العربية وتركتنى عند خالتى بعد رفض ابى العيش معه وهكذا أعمل (على عربية كبدة) لأجد قوت يومى فماذا أفعل فقد اصبحت منسيا من أبى وأمي. بالرغم من وجود هذه الحالات هناك ايضا بعض حالات لايتام قامت أمهاتهم بالتخلى عنهم وتركهم للاب وأهله لكى يقوموا بتربيتهم إلا أن الواقع اثبت ان هذه الحالات قليلة الى حدما وغالبا ما نكتشف أن هؤلاء الامهات قد يكون لديهن بعض الاضطرابات العقلية والتى تجعل تتخلى عن فلذات أكبادها وتتركهم يعانون اليتم. يقول د. أحمد البحيرى استشارى الطب النفسى إن اليتيم يفقد الكثير بفقدانه لأحد والديه والمشاعر التى تمر عليه تتراوح بين الشعور بالحزن وعدم الأمان والقلق وعدم الشعور بالاحتواء والدفء والشعور بالعجز فى رعاية نفسه فى البيت أو الرعاية أو المذاكرة أو التوجيه المعنوى والنصيحة . ويوضح أن اليتيم يحتاج لرعاية ومساندة وهذا يحتاج لتدريب المعلمين والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأمهات البديلات والسيدات والرجال المتطوعين لكيفية الرعاية والمساندة على المستوى اليومى للاحتياجات النفسية والتعليمية والاجتماعية والدينية فى كل سن حتى يصل الطفل لمرحلة عمر النضج ومن أهم ما يحتاجه مهارات التواصل والشعور بالتقدير والأمان . ويضيف أن الرعاية للصحة العامة مهمة مع وضع برامج خاصة بالمستشفيات والعيادات لمساندة الطفل اليتيم فى أثناء شعوره بالمرض والضعف . ويشدد على أن المدارس والنوادى الاجتماعية ودور العبادة عليها احتواء أكثر للطفل اليتيم فى طموحه وتفكيره للمستقبل وليس المقصود ضمان تحقيق ما يتمناه بقدر ان الأهم مشاركته فى احلامه ومساندته بقيم ومعان بناءة لحياته وللمشاركة فى حياة افضل لمجتمعه . ويختتم حديثه موكدا أن يوم اليتيم ليس مجرد احتفال بل مراجعة لما نقدمه لحياة داعمة مستمرة .