مازلنا نحتاج إلى الدراما التى تُقدم لنا نماذج إيجابية تمنحنا الأمل فيما هو آت، وتنتشلنا من مشاعرنا السلبية، وتبث بيننا التفاؤل دون شعارات براقة. وبعيداً عن اختلافنا أو اتفاقنا معه فى طريقة معالجته بعض سلبيات مجتمعنا الآن، فقد جاء مسلسل «أبوالعروسة» ليقدم نموذجاً درامياً يهتم بالإصلاح أكثر من اهتمامه بتجسيد العيوب وحسب.. فقدم لنا نموذج الأسرة المصرية التى كنا نتعلق بها فى الماضى، وتأثير رب البيت عليها، بما يمثله من قيمة لدى الجميع، يستطيع خلالها أن يؤثر بعمق، ويتأثر به الجميع بخيط حريرى من الالتزام بقيم وأخلاق وتربية حسنة تجعل الجميع، مهما تأخذه مصاعب وسلبيات وإحباطات وإغراءات الحياة، يعودون مرة أخرى إلى حضن العائلة. وتكريساً للفكرة الرئيسية التى تريد بهذا العمل الدرامى عودة العائلة المصرية لما كانت عليه أكثر ترابطاً وتأثيراً وإيجابية على أبنائها كانت دعوة المسلسل لما سماه «عيد العيلة» بأن تتجمع العائلة الكبيرة فى هذا اليوم بروح العودة إلى أحضان الأسرة بالأولاد والأحفاد والأجداد والآباء، فى دعوة صريحة للم شمل العائلة المصرية التى نعرفها وكانت من ركائز صلابة هذا المجتمع، وهى دعوة نؤيدها ونريد من الدولة أن تتبناها. ومن أجمل مافعله المسلسل أيضاً إعادة تقديم القاهرة بمشاهدها الخلابة، تخفيفاً من حدة لقطات أحياء العشوائيات التى لاننكر وجودها، لكن هذا لايمنع أن هناك جمالاً جاذباً مازال موجوداً بيننا فلماذا لا تتمتع به عيوننا على الشاشة؟!. إن كنا نعترض ونرفض تلك الدراما التى تقدم لنا نماذج سلبية، تأكل ماتبقى من قيمنا، فعلينا أن نشجع ونساعد هؤلاء الذين يقدمون دراما تسعى لبناء الإنسان والمجتمع، وهو أمر لن يحدث إلا باستعادة دور وروح الأسرة من جديد!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى