عندما زرت القنيطرة، التى تتبعها الجولان السورية المحتلة، انطلاقاً من دمشق، كنت أتذكر ما يقوله السوريون عن أن القذائف كانت تصل من المواقع الإسرائيلية بالجولان، التى تبعد نحو 62 كيلو متراً، إلى العاصمة السورية. لهذا توقفت عند استخدام الرئيس الأمريكى ترامب تعبير مرتفعات الجولان، ليعلن اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة إسرائيل عليها، لأهميتها الأمنية. فترامب يكرر خطأ إسرائيلياً يستهدف ترسيخ أن الجولان مرتفعات، ليفهم المتلقى أن المرتفعات تمثل تهديدات للمنخفضات المجاورة، أى إسرائيل. والحقيقة أن الجولان بها قمم مرتفعة وسهول منخفضة، وأن المتتبع للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا يلاحظ أن الطائرات والصواريخ الإسرائيلية ضربت سوريا فى أقصى الشمال الشرقى و الشمال الغربى وكذلك فى العاصمة دمشق وماحولها من قواعد ومراكز أبحاث علمية. والواضح من ذلك أن مرتفعات الجولان لم تكن مشبعة لإسرائيل بالقدر الذى يقنعها بعدم التمادى فى العدوان على سوريا، وأن إسرائيل لديها من الوسائل العدوانية بالقدر الذى يمكنها من أن تضرب سوريا من البحر والجو، حيث لاتوجد مرتفعات، بل الأدهى من ذلك أن أخطر قوة إسرائيلية موجودة فى مخازن تحت الأرض وهى القنابل النووية الإسرائيلية المعدة لضرب كل المدن العربية وليس السورية فقط.. وهذا يؤكد أن تبريرات الرئيس الأمريكى بحاجة إسرائيل إلى «مرتفعات» الجولان للدفاع عن نفسها، تبريرات قديمة وضعيفة. والمغالطة الأخرى فى تعبير المرتفعات أن الجولان زاخرة بالسهول الخصبة، التى تجرى فيها الأنهار، وبالثروات المعدنية والجاذبية السياحية. ولم يكن الترحيب الإسرائيلى بموقف ترامب سوى اعتياد على قضم الحقوق العربية، ولن توقفه إلا المقاومة. لمزيد من مقالات عاطف صقر