تواجه القمة العربية التى تعقد دورتها الثلاثين فى تونس تحديا بالغ الخطورة والأهمية يتمثل فى القرار الأمريكى الجائر والانحياز السافر لإسرائيل الذى تمثل فى إعلان السيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة ليحقق المثل الدارج (لقد اعطى من لايملك لمن لايستحق), وكان قرار صادم قد صدر عن الرئيس الأمريكى ترامب منذ عام مضى بنقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. هذه التنازلات الأمريكية تقوض فرص امكانية تحقيق السلام الدائم لإسرائيل فى الشرق الأوسط وأن شرعنة الاحتلال هى منحى جديد فى السياسة الامريكية وفى الوقت نفسه الإعلان الأمريكى الأخير الذى قوبل باستنكار ورفض من الجامعة العربية لايغير من وضعية الجولان القانونية فهى ارض سورية محتلة. لابد ان تكون هناك خطوة عملية تدعم سوريا تتمثل فى العودة لتأخذ مكانها ومقعدها من جديد فى الجامعة العربية وان يدرج هذا الموضوع فى بند مايستجد من أعمال ولايكتفى القادة بالبند الدائم الخاص بسوريا بشأن سورية الجولان المحتلة وتصدر ادانة او استنكارا للموقف الامريكي. ومن المهم أن تواجه القمة هذه الخطوة الأمريكية بحسم وتصدر بيانا ينتقد انحياز امريكا السافر لإسرائيل ويبين خطورة قرارات الرئيس الامريكى على تحقيق السلام وتأجيج الصراع العربى الاسرائيلى وتبعاته ويساند فى ذات الوقت الدولة السورية ويوافق على عودة مقعدها الدائم فى جامعة الدول العربية. نتمنى أن تنجح القمة فى الوصول الى نتائج قابلة للتنفيذ ومواجهة الازمات التى تتصاعد منذ عدة سنوات ووضع حلول لها بصرف النظر عن الخلافات او الاختلافات بين الأنظمة العربية. لمزيد من مقالات نصر زعلوك