لا أظن أن هناك توصيفا دقيقا لسفور الانحياز الأمريكي لإسرائيل علي طول تاريخ القضية الفلسطينية والذي بلغ ذروته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل أن يبلغ السيل الزبي بالاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل علي هضبة الجولان السورية المحتلة منذ حرب يونيو 1967 فهذا هو زمن الظلم والظلام الذي يصعب وصفه بالكلام.. والتعبير ليس من عندي ولكنه لسان حال الشعوب العربية التي بدأ صبرها في النفاد بعد أن أضاعت أمريكا بقرارها الفاسد بشأن الجولان البقية الباقية من خيوط الخط الفاصل بين العدل والظلم والذي هو مثل الخط الفاصل بين النور والظلام الذي نراه بأعيننا في لحظة غروب الشمس أو عند طلوع الفجر. وصحيح أن العدل والظلم وجهان للعملة المتداولة علي صعيد الحياة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وأنه لو لم يكن هناك ظلم ما عرف الناس قيمة العدل ولكن ما تقوم به أمريكا الآن يفوق كل ما سجلته أحداث التاريخ من محاولات لتبرير وتمرير الظلم وإسباغ شريعة العدل عليه بمنطق القوة والأمر الواقع. إن الشعوب العربية تضرب كفا بكف من أن الدولة التي بشرت العالم بأنها رمز لحرية الشعوب وحقها في حق تقرير المصير هي ذاتها التي تريد أن تشرع لقانون الغابة الذي يسمح للقوي أن يفعل ما يشاء حتي يجيئه من هو أقوي منه ليقضي عليه لتعود البشرية إلي عصور الجاهلية الأولي حيث تمضي وتيرة الحياة تحت مظلة الظلم والظلام علي شكل صراع لا ينتهي! وفي ظني أن القمة العربية مطالبة بموقف واضح ومحدد تؤكد من خلاله أن ما اتجهت إليه أمريكا بشأن القدس والجولان يهيئ المناخ الدولي لكي تمارس أي دولة تستشعر في نفسها القوة والقدرة علي تغييب القانون الدولي وشطب كل مقررات العدل والشرعية الدولية باتجاه التوسع والسيطرة والهيمنة علي مقدرات الآخرين لكي تنشأ الصراعات وتتزايد الأحقاد وتتولد الكراهية بين الأمم والشعوب. إن ما تتجه إليه أمريكا بمثل هذه السياسات ليس سوي نموذج صارخ لحماية همجية القوة الإسرائيلية التي تدوس بأقدامها علي القوانين الدولية وتنتهك بفجاجة معايير العدل والشرعية. ولا أظن أنه يغيب عن العقلاء في أمريكا حتمية العودة للصواب لكي تري الخط الفاصل بين العدل والظلم قبل أن يفلت الزمام وتعم الفوضي وتتعمق الصراعات وتصدق نبوءة المتشائمين بأننا علي أعتاب العودة لصراع حضارات مدمر لم يكن له أن يلوح في الأفق لولا الانحياز للظلم الذي هو الابن الشرعي لغرور القوة! خير الكلام: مكاسب الشر تحتوي علي عقابها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله